Sunday, June 16, 2013

ركز وبص قدامك - انت اللي سايق

بعد غزوة الصالة المغطاة، لاحظت ان كتير محبطين ومتلخبطين وبيفكروا ييأسوا. بدل ما اقول لهم ان اليأس خيانة، وافكرهم ان الحرية مش ببلاش، قررت احاول ابسط الموقف اللي كل الناس حللت امه لغاية ما طلعت منه عصير كاوتش ده، ويمكن لما نفهم صح، نتصرف صح.
 

ببساطة كدة احنا بقالنا سنين وعقود وقرون راكبين عربية ومالناش دعوة مين سايق بينا. كل شوية سواق يموت يقوم ييجي واحد بداله، واحنا زي العيال قاعدين ورا في العربية. كبيرنا نبتدي نصوت جعانين عايزين نوقف العربية ننزل ناكل، او زهقنا من الطريق القحط ده عاوزين طريق ملون شوية بقي، او مش عاجبنا ريحة وشكل بعض وبنشتكي من الزحمة ورا، وكل واحد عمال يتودد شوية للي بيسوق ويحاول شوية يرشي التباعين بتوعه علشان يطلع يقعد قدام، ومع كل سواق جديد يتبدلوا اللي قاعدين قدام وكل حاشية تتطبل للسواق اللي طلعها قدام.
 

المهم ان جه اليوم اللي كل السيناريوهات المخابراتية العالمية دبرت لنا ما يعتقد البعض انه اكبر مكيدة في تاريخ البشرية وتلاعبت بينا، وحتطلنا صباع الكوسة في الايس كريم، علشان نزن ونخبط بريجلينا في الارض ونقول عايزين من ده. فعملنا فعلاً اللي كان عمرنا ما عملناه، وقفنا العربية بالعافية، وشيلنا اللي كان سايق من قفاه، ورميناه برة العربية. بس بما اننا عمرنا ماكنا اتعلمنا سواقة، او بما ان الايس كريم ماطلعش ايس كريم، فاضطرينا نسيب شوية عربجية كانوا بيتعلموا السواقة من ورانا هما اللي يسوقوا، لانهم الوحاد اللي كانوا معاهم رخصة، مضروبة اي نعم، بس تعدي من اي لجنة محلية او دولية، واهه ماحدش بيدقق اوي طالما الرخصة متزوقة بشوية صناديق.
 

مشكلة الناس دول بقي والناس التانية اللي خططولهم وساعدوهم في الركوب وزورولهم الرخصة والناس التالتة اللي قاعدة بتخطط تسوق من وراهم لو خيشوا، هما انهم كلهم مافهموش حاجة اساسية عن طبيعة الشعب المصري، وهي انه ما بيصدقش وما بيؤمنش الا لما بيجرب بنفسه وبيشوف الحاجة بتتحقق قدامه، بس اول ما يشوفها بتتحقق بيبقي خلاص مصمم عليها، ومستعد يعيدها مليون الف مرة، لانه خلاص عملها فعلاً ونفعت فعلاً. ودلوقتي الشعب المصري عرف وتأكد عن تجربة انه ممكن يوقف العربية في اي وقت. وبما انه شاف دلوقتي وتأكد ان اللي سايق طلع غشيم واحمر من اللي قبله كمان، واصلاً شكله كبيره تباع مش سواق، قرر خلاص يوقف العربية تاني وينزله من قفاه هو راخر - وحيحصل. لو ماحصلش النهاردة حيحصل بكرة، ولو ماحصلش بكرة حيحصل يوم تلاتين، ولو ماحصلش يوم تلاتين حيحصل يوم تلاتة وتلاتين، لغاية لما يرحل، واقسم بالله العظيم حيرحل يعني حيرحل!
 

وعلشان مايتقالش عليا اني باحكي حواديت خيال علمي ولا قصص اطفال، احنا برضه لسة ماطلعناش رخصة، وياساتر استر علي اللي حينط يسوق بداله. بس الميزة اننا حتي لو ماطلعناش رخصة فاحنا خلاص قررنا مش حنقعد ساكتين ورا تاني، وقررنا مانخليش اي حد يسوق، الا لو بيعرف يسوق بجد. ومهما كان التباعين فتوات قاعدين قدام بيلموا البنديرة وبيحموا السواق، ومهما كان السواق واخد رخصة دولية من الجن ابن الجن ذات نفسه، فاحنا خلاص اكتشفنا ان فعلياً فعلياً فعلياً عمر ماحد حيعرف يسوق بينا طول ماحنا عمالين نتنطط ونزعق ونصرخ ورا في العربية وكل اللي لازم نعمله اننا نفضل نتنطط ونزعق ونصرخ ونتأكد ان ما يتخلقش طبقة تباعين قوية جديدة تحمي اي سواق غشيم تاني وتخليه يخطفنا واحنا قاعدين ساكتين تاني.
 

وعلشان اكيد انا طولت بما فيه الكفاية، وعلشان ماحدش ينام مني في آخر الحدوتة، اخش في الجد وهو ان انتوا بقي يا اصدقائي العظماء اللي حتححدوا مصر رايحة فين، ايوة انتم، مش الامريكان ولا الافغان والا العسكر ولا البتنجان، انتوا اللي حتقرروا بانكم ما تسكتوش وماتهمدوش وما تيأسوش وما تحبطوش، لان العربية لسة حتخيش كتير - ايوة للأسف. لسة حنعدلها من الحادثة يمين اللي احنا عملناها دي فحنهبد شمال، وبعدين حنلم جامد تاني فحنرشق يمين، في شمال، في يمين، في شمال في يمين، لغاية لما نتعلم السواقة والعربية تتعدل وتمشي صح في نص الطريق وتبطل تخيش بينا. ايوة هي السواقة كدة.
 

طب ليه كدة؟ وليه الحوادث دي كلها؟ لاننا شعب برضه فيه طابع تاني غريب جداً. وهو انه ما بيؤمنش ان النار نار الا لما تلسعه، وما بيؤمنش ان مش كل حاجة شبه الشوكولاتة تبقي شوكولاتة الا لما يدوق، فحنضطر للأسف نتلسع كذا مرة قبل ما نفهم ونتعلم، ولا مؤاخذة (او اكسكوزي موا) حناكل خرا كتير لسة لغاية لما نفهم ان مش كل حاجة بني تبقي شوكولاتة.
 

ده ايه الهم ده؟ وهي دي بقي الخطة العظيمة بتاعتكم يا ثوار؟ لا دي مش خطة، ولا مؤامرة، ولا فلسلفة، ولا بوليتيكا، دي الحقيقة. بس برضه لأ ما تعبناش ولأ مش حنحبط ولأ اليأس مش وارد، لان مهما كانت حياتنا متعكرة، ومهما كان اشكال السواق وتباعينه تقطع الخميرة من البيت، فماينفعش ابداً ننسي ان اكتر من الف ام والف اب مصريين عاديين، ربنا مامنش عليهم بثقافتنا ولا لساننا ولا اسلحتنا ولا مقاوماتنا، بس اداهم ايمان وصبر يهدوا جبال مخلينهم يقعدوا كل يوم علي سرير بارد فاضي ويفتكروا ابنهم اللي نزل قال تحيا مصر وما رجعش، ومايملكوش الا انهم يقعدوا يدعولنا نكمل مشواره، وهما بيقولوا حسبنا الله ونعم الوكيل.
 

فمهما كانت اصوات المحللين مضللة، ومهما كانوا تباعين سواق معين صوتهم تقيل علي قلبك، ومهما كان شكل الاستبن وهو بيجعر في وسط عشيرته كابس علي امعائك يا صديقي الوطني المحبط، اعرف وتأكد ان كل ده حلاوة روح وخيابة كواحيل، وان انت بالذات ما ينفعش تتلخبط او تزهق او تتوه او تحبط او تيأس او تشك حتي في قدراتك، لان في الحقيقة وفي النهاية وبفضل ابطال ثورة ٢٥ يناير الحقيقيين انت - مش حد غيرك - اللي باعمالك حتحدد مصر رايحة علي فين، وانت مش حد غيرك, اللي بقي سايق العربية.
 

معادنا يوم ٦/٣٠. يا ننزل نعيش او نموت واقفين - يا ما ننزلش, ونعيش زي الميتين لغاية لما نموت راكعين.

No comments:

Post a Comment