خطاب
مفتوح موجه للسادة المحترمين الدكتور محمد البرادعي، والفريق احمد شفيق،
والاستاذ حمدين صباحي، والدكتور عبد المنعم ابو الفتوح، والسفير عمرو موسي:
تحية طيبة وبعد،
حالة تمرد التي باركتموها وشجعتموها جميعاً بشكل او بآخر هي حركة شعبية
احتجاجية يقودها الشباب، قد تفتح الباب علي مصرعيه من جديد لاختيار قيادة
للوطن. ولكنها اذا نجحت لن تقود، ولن يترشح قياداتها في انتخابات. اذا نجحت
سيكون الدور عليكم انتم مجدداً.
اقولها قولاً واحداً من الآن، اذا جعلتوا هذة المعركة القادمة مثل تلك التي
سبقتها موقعة يتفتت فيها الشعب بحثاً عن منقذ، وينقسم فيها ابنائه علي من
هو الاصلح فيما بينكم، فسوف تكونوا انتم السبب الحقيقي في ضياع الفرصة
للخلاص مما تمر به البلاد.
ليس دور حركة تمرد، ولا دور المواطنين ان
يفاضلوا بينكم او يتعاركوا حولكم في هذه المرحلة. اذا كنتم فعلاً علي مستوي
المسئولية والوطنية كما عهدناكم وكما عرفتكم، فلتكن كل مجهوداتكم في
الايام والاسابيع المقبلة فقط من اجل خلق توافق فيما بينكم علي من سيقود
السفينة، ومن سيتولي اي موقع بجانبه، ومن حوله، حتي لا تساهموا مجدداً في
شق الصف لمصلحة من لا يريدوا لمصر النجاة.
المعركة الرئاسية القادمة
لابد ان تكون معركة ترشح، وليس معركة تصويت، ولابد ان تخوضوها انتم الآن،
حتي لا يضطر خوضها افراد الشعب لاحقاً.
رؤيتي الشخصية التي طرحتها مراراً هي انه لا يمكن التوافق في هذه المرحلة الا علي نموذج الشراكة التالي:
ان يتولي الدكتور محمد البرادعي رئاسة الجمهورية لفترة انتقالية استثنائية
واحدة لا تجدد، يتم خلالها اعادة كتابة دستور حقيقي ووضع البلاد علي
الطريق الصحيح، علي ان يعاونه كنواب رئيس جمهورية، غير قابلين للعزل طوال
الفترة الرئاسية، الفريق احمد شفيق مسئولاً مسئولية كاملة عن ملف الامن
الداخلي، والاستاذ حمدين صباحي مسئولاً مسئولية كاملة عن ملف الاصلاح
والتنمية، والسفير عمرو موسي مسئولاً مسئولية كاملة عن ملف العلاقات
الخارجية والتعاون الدولي، والدكتور عبد المنعم ابو الفتوح مسئولاً مسئولية
كاملة عن ملف المصالحة الوطنية.
اعلم كل العلم ان ما اطرحه هذا لا
يتطابق مع النموذج التقليدي التي تعرفه النظم الديمقراطية في العالم، وانه
قد يبدو نظري او صعب التنفيذ، ولكني علي يقين اننا جميعاً متفقون علي ان ما
تمر به مصر ليس وضع طبيعي، واننا علينا التعلم من اخطاء الماضي القريب،
واننا بحاجة لحل جذري غير تقليدي. واذا كان هناك درس واحد تعلمناه جميعاً
من العامين السابقين، فليكن انه لا بديل للمشاركة من اجل تحمل المسئولية
بنجاح، وان اي نظام يحاول الانفراد بالحكم سيفشل لا محال.
بما ان مصر في اشد الحاجة للم
الشمل وليس شق الصفوف، وبما انها لن تهدأ ابداً طالما اعتقدنا ان نصف المجتمع
سينتصر علي النصف الآخر, فبأيديكم انتم يا حضرات ان تمهدوا الطريق لهذا
الشعب ان يتعانق ويتعاون مجدداً - اذا اخفقتم فليتولانا رب العالمين، واذا
نجحتم فهنيئاً لكم حفر اسمائكم بحروف من ذهب في تاريخ هذه الأمة الي
الابد.
مواطن مصري - محمد رؤوف غنيم