Wednesday, January 30, 2013

انت انسان ولا اخوان

لما نكون كلنا شفنا بعنينا وشوش اعضاء ميليشيات الاخوان وهما بيضربوا المتظاهرين عند الاتحادية, وبيقبضوا عليهم بدون اي سند قانوني, وبيسحلوهم وبيعذبوهم وبيستجوبوهم بوحشية قدام اعين الكاميرات, ولما يتسببوا بهجومهم الغير مبرر علي اعتصام سلمي تماماً في مقتل 11 مواطن مصري, ومافيش واحد فيهم يتقدم للتحقيق من قبل النائب العام, اليس هذا تكريس لمنطق ان العنف مشروع بل والقتل ليس مشكلة, طالما من قاموا به او تسببوا فيه من انصار الحاكم؟

ولما تقوم جماعات جهادية مسلحة باسلحة ثقيلة, لا تخفي تسلحها ولا تخفي عزمها علي استخدام العنف, بل وتورطت بوضوح في مقتل جنودنا في سينا ولم تنكره, ويتم التعامل معها سياسياً عن طريق ارسال وفد حزبي للتشاور معهم في طلباتهم وفيما يؤرقهم, هو ده مش معناه ان الدولة اصبحت تعتبر العنف والقتل وسيلة مشروعة للتعبير ولاقتناص حق التفاوض مع الحكومة, طالما من يقتل هو حليف سياسي للحاكم؟

ولما تامر امين يومياً يستضيف واحد مجرم قاتل, اغتال رئيس جمهورية مصر العربية, خطط ونفذ واعترف بالتنفيذ والتخطيط ولم ينكر, واخد حكم قضائي ونفذه, بغض النظر عن كونه دفع تمن جريمته وادي فترة عقوبته, هو ده مش قمة الترويج له اعلامياً, ومن ثم لفكرة ان القتل ليس بالضرورة شيء سيء, بل وقد يكون الطريق للشهرة والمكانة المجتمعية المرموقة, وان علي الاعلاميين "تلميعهم", طالما هم من غير المعارضين للحاكم؟

ولما واحد هربان من حبسه عن طريق اقتحام مسلح دموي للسجن علي يد ميليشيات جماعته, بغض النظر عن الشرعية الثورية لاننا فعلياً لا نعلم الي الآن ماذا كان سبب حبسه او اعتقاله او اذا كان مظلوم او بريء, يتقدم المشهد السياسي كرئيس لحزب ثم يتم ترشيحه بل وانتخابه كرئيس للدولة, اليس هذا ترسيخ لمبدأ ان العنف اسلوب مقبول لتحقيق الاهداف, بل ويصبح شرعي عندما تصل الي الحكم؟

كل ده معناه ان لما النائب العام يطلب بظبط واحضار كل المنتمين لما سماه بمنظمة البلاك بلوك, وهو بالنسخة ماكان يفعله نائب عام مبارك باعضاء المحظورة, ده "نظرياً" ووفقاً لمنطق الاخوان ان "الحرب خدعة" وان "كل شيء مشروع طالما من اجل الهدف الاكبر" وبما اننا تيقننا من ظلم واستبداد النظام الحاكم, مفروض يدفعنا اننا نتضامن مع اي واحد يحارب هذا النظام, واي واحد لابس قناع, واي واحد بيرمي طوب ونار علي اي حاجة, واي واحد بيقتل ويروع حتي, ونتخلي جميعاً عن سلميتنا ونبطل نقول ان العنف غلط. كما ان المنطق بيقول ان كونهم مسلحين فده يؤهلهم لشرف التفاوض معهم اسوةً بالجهاديين بتوع سينا وليس ملاحقتهم قانونياً, واننا لازم نلحق نتصاحب عليهم لانهم لو نجحوا في قتل مرسي يبقي حيبقوا مشهورين وحيطلعوا برضه مع تامر امين قريب, وماننساش نشيل كل مجرم هربان من سجن نقابله علي دماغنا, لان غالباً واحد منهم حيكون الرئيس القادم.

مصيبة الاخوان انهم قرأوا ودرسوا كتاب الامير اللي كتبه ماكيافيللي في ايطاليا اللي عمرهم ما راحوها عن فنون الانتهازية السياسية, بس نسيوا يقروا كتب تاريخ مصر اللي هما بيدعوا انهم جزء منها عن انسانية وبسالة وشرف وطهارة وعظمة هذا الشعب. ثورتنا ستظل هي الدرس الذي لم ولن يتعلمه الاخوان ابداً, وهو اننا لن نكون ابداً يوماً مثلهم, لاننا مصريين. والمصري انسان قبل ما يكون مسلم او مسيحي. وكون ان مع كل تصعيد للعنف حيزداد اصرارنا علي الصمود, وكون ان بيننا من لا يخافوا الموت من اجل الله والوطن, ومع ان من بيننا متهورون ومندفعون ومن هم علي استعداد اعلي للعنف من غيرهم, ففي النهاية لن نصل ابداً للتدني الذي يسمح لنا بتبرير العنف الجسدي او التعذيب او القتل.  

مصر باقية وشعب مصر باقي, اما الانظمة فهي زائلة
واي مستبد او ظالم لن ينوبه ابداً اكثر من صفحة هزلية في كتب تاريخ هذا الوطن العظي
فاهم يا معالي النائب العام؟ سامع يا سيادة الرئيس؟

Monday, January 28, 2013

خدعة الوسطية وفخ الحياد

عندما سمعت عن الدعوة للحوار الوطني ووصلني خبر من قبلوها وقرأت التطبيل لمن يشارك بها, تذكرت مشكلتي في حكاية الوسطية والحياد دي

وهي ان كل مابتدي اقتنع بيها، يفاجئني من يدعون اليها سياسياً بوصولية وانتهازية تفوق في قذارتها اي استقطاب, وهذا بدوره ما يؤكد لي وجهة نظري ورؤيتي لخطورة من يتحركون في هذا المحيط السياسي الغامض, ومن يتزينون بهذا اللفظ المطاطي

الكلام ده اتضح من اول بيان اصدره حزب العدل من سنة ونص وطلع يقراه شخص يدعي النجار علي انه الطريق الوحيد للخلاص من الاستقطاب بين "الاخوان الطائفيين" اللي اتربي في وسطهم ووعدوه فعلياً بكرسيه في البرلمان مقابل شق صف الثوار, و"الليبراليين اللي طبيعتهم مش زي طبيعة معظم المصريين" واللي اندس في وسطهم من ايام حملة دعم البرادعي اللي كل الثوار اللي فيها بيكرهوه علشان فهموه

مروراً باول مؤتمر حضرته لحزب الوسط لما طلع ابو العلا ماضي الاخواني الاصيل ومن بعده مندوب امن الدولة السابق عصام سلطان يشتموا هما الاتنين في ما سموه بالعلمانية المتطرفة ووصفوها بالخطر الاكبر علي مصر

وصولاً الي ما رأيته الي الآن من حزب مصر القوية وخصوصاً محاولات عبد المنعم ابو الفتوح المستديمة لتوسيع الفجوة بين التيار الطائفي (وهو جزء اصيل منه) وبين التيار الوطني, حتي يأخذ هو موقعه في الوسط بينهما في حين انه يمثل اسوأ ما في كليهما من طائفية وتشدد وبراجماتية ووصولية

الاعتدال في المواقف شيء حميد وجميل داخل اي تيار فكري او سياسي, ولكن لا يوجد توجه سياسي يمكن تسميته بالتيار الوسطي. هذا عبث لا وجود له في كتب العلوم السياسية, ويمثل فخ الهدف منه خلق واجهات مقنعة متعددة لتيار واحد, تأخد اماكنها في الساحة السياسية, الي ان يحتل فعلياً هذا التيار الخريطة الحزبية باكملها

وهذا هو ما حدث بالظبط في ايران, حيث تتصارع احزاب علي مقاعد البرلمان, وتتصارع الشخصيات علي كرسي الرئاسة, في حين ان الجميع يدينوا بالولاء ويخضعوا كامل الخضوع للإمام الاكبر للبلاد آية الله والحاكم بامر الله ومندوب الله في الارض, الذي لا يعلو عليه احد ولا يجرؤ علي معارضته بشر

Sunday, January 20, 2013

حدوتة الصكوك



بقالنا اسبوع هاريين نفسنا صريخ ولطم وألش ومسخرة, عمالين نولول ان النهضة طلعت إبادة شعب وحتخلص علينا واحد واحد, ونهرج ان مرسي طلع نحس وشرارة وسره باتع، وسايبين كارثة مؤكدة تمر مرور الكرام. وبما ان ناس كتيرة في مصر واضح انهم لسة مش مقدرين حجم مصيبة "الصكوك" دي اللي مجلس الشوري اصدر قانون بيها في وسط هوجة انشغالنا بحوادث القطارات وانهيار العمارات, فقررت اكتب الكلمتين دول, لعلها توضح ببساطة ايه الحدوتة دي بالظبط.

نبتدي من الاول بحقيقة اساسية, وهي ان الاخوان اللي بيحكموا مصر النهاردة زيهم زي النظام اللي قبلهم بالظبط, فصيل نضج وترعرع في مدرسة الانفتاح الاقتصادي بتاعة السبعينات، القائمة علي مبدأ "اهبش واجري"، ونظرية "طالما ماحدش قفشك يبقي حلال عليك النصباية ياعم الحاج واهلاً بيك ضمن النخبة يا باشا". يعني نقدر ننحي جانباً بقلب جامد موضوع الدين ده ونفهم ان الاخوان ماهم الا فاسدين انتهازيين لا يختلفوا عن من سبقوهم في شيء, بدليل ان لما الازهر اعترض علي مشروع قانون الصكوك "الاسلامية"، قاموا عاملينله رينيم ودلتوا صفة الاسلامية من غير ما وشهم يبان عليه ولا نفحة بمبي حتي تدل علي كسوف، وبرضه نوابهم بتوع قال الله وقال الرسول في مجلس الشوري لم يترددوا لحظة عن الموافقة عليه باغلبية ساحقة.

بس عكس اللي قبلهم، امكانياتهم محدودة وظروفهم منيلة. من ناحية مالهمش غير في التجارة والسمسرة والتربح من زكاة المؤمنين. يعني كبيرهم يفتحوا زوبرماركو وبقالة ومحل لبس وبطاطين, او صرافة ودكاكين تغيير عملة, او يأسسوا جمعية خيرية ومن كل عشرة جنيه زكاة مال يجمعوها من المؤمنين لكفالة يتيم او اشباع فقير يصرفوا تلاتة علي فعل الخير ويضربوا سبعة في جيبهم. ده آخرهم وده تمامهم الاقتصادي. ومن ناحية تانية ورثوا البلد في اسوأ حالاتها, لأن رأس المال جبان بطبعه وماحدش بيستثمر مليم احمر والبلد حالها مش مستقر, ولأن السياحة مضروبة بحكم الحالة الامنية السيئة. واللي يزيد الطينة بلة هو ان تحالف الاخوان السياسي مع التيار السلفي قاطع عليهم الأمل حتي في اي تحسن في المدي القريب او المتوسط في المجالين دول. لان  رجال الصناعة وكبار المستثمرين عمرهم ما حيرموا فلوسهم في بلد بيحكمها تيار طائفي متعصب من المرجح انه حيلبسها في الحيط ويدبسها في مآذق وكوارث محلية ودولية, ولان انهيار السياحة اللي ماجابوش سيرتها اصلاً في دستور البرهامي وام ايمن, حيضيع عليهم فلوس السياح الكفرة بتوع البيكيني والسياح الخليجيين المؤمنين بتوع الخمرة والقمار، ولا عمر حد شاف واحد بعقال مرمي علي البيتش او بيعمل نايت دايف في البلو هول ولا يمكن واخد مداماته وبيتمشي بيهم في طريق الكباش لتفقد حضارة الفراعنة والاستمتاع بروعة معبد الكرنك؟

اما السلف والشحاتة اللي ابدعوا فيهم في الاول لما لفحوا الشعب علي ايدهم وداروا يشحتوا عليه من اللي يسوا واللي ما يسواش, فهي حلول مؤقتة وماتنفعش علي المدي الطويل, لان بتوع بلاد برة وصندوق النقد مقرفين وكل ما بيسلفوك قرش بيبقوا عاوزين يفرضوا عليك اجراءات علشان يضمنوا انك حتعرف ترجعه, في حين ان الاخوان مقتنعين ان حكاية التسديد دي مشكلة الشعب بعدين ومش مشكلتهم خالص دلوقتي, وان الاجراءات اياها دي حتخليهم يغلوا الاسعار ويرفعوا الدعم وغيرها من الحاجات اللي حتخلي الغلابة يزعلوا منهم, وينتخبوا السلفيين وما ينتخبوهمش هما. اما بالنسبة للاخوة العرب فمشكورين وحياهم الله, انما زي لما تستلف من عيلتك وصحابك كدة, بعد شوية بتبقي اداينت منهم كلهم, وماحدش بيرضي يسلفك تاني الا لما تدفع اللي عليك او لما تديله مقابل او ضمانة. 
 
من الآخر كدة, الاخوان فشلوا في خلق اي موارد يصرفوا منها ويهبشوا منها, وفي نفس الوقت لقوا ان مشاكل الناس اكتر بكتير وهما في السلطة عن لما كانوا بيرشوا في مواسم الانتخابات. يعني الحكم حيقف عليهم بخسارة ومش حيعرفوا ولا يسرقوا ولا حتي يسكتوا الشعب شوية وهو بيموت من الجوع. وبكدة اصبح لا بد من خلق حل فوري لتدفق الاموال لخزينة الدولة. يعني لازم فكيرة او بالبلدي نصباية تدخل لهم كاش ماني وياريت لو بكميات. وبما ان امكانياتهم الزهنية والابداعية محدودة وعلي ادهم وحمارهم غلب بسرعة, فاصبح لابد من البحث في ملفات من قبلهم لعل وعسي يلاقوا حاجة تطلعهم من الورطة دي.

وهما بيدعبسوا في ادراج اللي قبلهم خبطوا في ملف مدفوس في الدرج التحتاني من مكتب البيه الصغير سابقاً والمقيم في طرة حالياً بيشرح موضوع الصكوك ده. مقدمه كان وزير استثمار اسمه محمود محي الدين كهدية لصديقه جيمي علشان يعرفوا يكملوا حكاية "خصخصة" ممتلكات الدولة اللي كان النظام اتقفش وهو بيهبش منها, بس تحت مسمي اشيك والطف. خصخصة يعني ايه؟ يعني تاخد حاجة ملكية عامة و بتاعة الناس كلها, وتبيعها لحد وتخليها ملكية خاصة, والفلوس اللي حيشتريها بيها تاخدها انت تصرف منها حبة صغيرين علي الناس علشان تغزي العين وتشيل الجزء الاكبر في جيبك. وبما ان ممتلكات الدولة لا اول ولا آخر لها, فصباح الافكار العظيمة اللي لازم تشرح قلب اي انفتاحي قديم, سواء كان اسمه جيمي او عز او خيرت او بديع. فاعجبوا جداً بالموضوع وعملوله شوية ريتوشات علشان التسويق ولبسوه جلابية ورموا عليه سبحة وفي لمح البصر بقي قانون وساري كمان.

مشروع الصكوك ده ممكن فعلياً تسميته مشروع بيع مصر بالقطاعي لانه عبارة عن عملية اصدار اوراق "ملكية" لمصر وطرحها للبيع. يعني زي ما تبقي شركة ملك اصحابها, وفجأة يعملوا منها شركة مساهمة, ويصدروا اسهم ويطرحوها في البورصة, يقوم المواطنين يشتروها, والفلوس اللي بيدفعوها تدخل خزينة الشركة, مقابل ان اللي اشتروا الاسهم بقوا زي الشركاء كدة, وكل ما يشتروا اسهم كل ما نسبة ملكيتهم للشركة تزيد. مع الفرق ان مصر وطن ومش شركة. وان مصر ملك عام للشعب وليس خاص بالاخوان. وان مفتاح الخزينة حيبقي في المقطم ومش في الوزارة. وان قانون الصكوك لم يشترط ان تكون جنسية المشتري مصري. يعني مافيش مايمنع ان فجأة نلاقي قناة السويس او محافظة باكملها يمتلكها قطريين. وبكدة يبقي الاخوان حيقطعوا مصر حتت, ويعبوها في صكوك, ويطرحوها للبيع لاي حد, ويحطوا فلوسها في جيبهم.

هو ده مشروع الصكوك. مصر اللي فضلت ملك المصريين بالرغم من استعمارها لمئات السنين مش حتفضل مصرية بحكم قانون اصدره الاخوان في اول 6 شهور من حكمهم للبلاد. هو ده اللي مجلس الشوري المصري اللي انتخبوه اقل من 6% من من لهم حق التصويت في مصر قرروه. مصر سيتم بيعها بمعني الكلمة. وعقبال ما نفهم اللي حصل او يوم لما يسقط حكم الاخوان سياسياً, حياخدوا بعضهم ويمشوا وفلوسهم في حساباتهم برة زيهم زي اي حرامي سابق, ومش حينوبنا منهم غير احلي تحية واحلي سلام. والشعب حيقف يقول شفتوا, اهم مشيوا اهم اللي كنتوا بتقولوا عليهم مش ناويين يمشوا يا كفرة يا ظلمة. والاخوان طبعاً مش حيمشوا الا لما يتأكدوا ان السلفيين هما اللي حييجوا وراهم, علشان نتلهي في المصيبة الجديدة, وما نقعدش نجري وراهم ولا ندور علي فلوسنا وبلدنا اللي راحت. 

وتوتة توتة توتة خلصت الحدوتة.

Saturday, January 19, 2013

الديمقراطية هي الحبل

زمان قبل الثورة بسنين طويلة كنت باتناقش مع زملاء الدراسة الاوروبيين في اوضاع الدول العربية فيما يخص الحقوق والحريات, وكنت باقولهم اياميها ان اللي يهمني هي الغاية اللي هي تحقيق الحياة الكريمة للفرد بما يتضمنه ذلك من عدالة وحرية ورخاء, وهما كانوا بيقولولي الديمقراطية اولاً واخيراً لانها الضمانة الوحيدة للوصول لاي غاية.

فعلياً احنا الاتنين كنا صح. هما كانوا بيحكموا من منطلق رؤيتهم كافراد في مجتمعات متعلمة مثقفة قارئة ناقدة متحررة, وانا كنت باتكلم من منطلق واقع مجتمع اوضاعه الاقتصادية والانسانية متدهورة لاقصي درجة ونسبة الوعي فيه متدنية للغاية نتيجة للجهل والتعصب الديني.

بس حتي لو افترضنا ان هما كانوا "برضه" صح وان الديمقراطية هي الاداة المثلي لتحقيق غايات المجتمعات والحفاظ علي مكتسباتها, فهي برضه لا تتعدي كونها اداة من وجهة نظري, ولا يمكن ان توصف علي انها غاية انسانية, لانها ما هي الا آلية لاتخاذ القرارات, ليس اكثر ولا اقل. وهي كما تضمن عند البعض الوصول لرخاء المجتمعات الناضجة المتعلمة, فهي بكل أسف تضمن ايضاً خراب وضياع المجتمعات اللتي يشوبها الجهل والثقافة المحدودة. وفضلاً عن كونها اداة يمكن سوء استغلالها والتلاعب بيها للوصول لعكس ما تبتغيه الشعوب بمنتهي السهولة, فهي تسمح لمن ينجح في الوصول للحكم عن طريقها, بتبرير خطاياه وجرائمه بانها ارادة الشعب.

وعلشان كدة من اول ايام ما بعد الثورة كان كل كلام الاخوان عبارة عن حملة منظمة ممنهجة مدروسة متفق عليها لشيطنة وتخوين وتكفير النخبة الوطنية الثورية, والسخرية منهم, ومن تشتتهم, ومن بعدهم عن الشعب, ومن استعلائهم عن الشارع, حتي يزعزعوا منهم كقيادات, هي اللتي كان يجب ان تقود الدولة في مرحلة ما بعد الثورة لضمان تحقيق اهداف الثورة الحقيقية. وبهذا اصبحت ديمقراطية الصناديق هي الطريق الوحيد. وكان ما كان, ونجحوا في استغلال الفقر والجهل والتعصب الديني كادوات للنجاح في امتحان الديمقراطية.

وقبل ما خرفان يضلوا طريقهم وييجوا يقولوا اتفضلوا هما دول بتوع النخبة اعداء الديمقراطية احب اعترف واريحهم: ايوة انا من النخبة وافتخر لاني مش اهبل وفاكر ان الكلمة دي شتيمة, وايوة انا ضد ديمقراطية الصناديق كآلية حكم وحيدة في وطن لا يزيد نسبة الوعي السياسي فيه عن 10%.

وبناءً عليه فانا مازلت مقتنع ان ما ينفعش لحكم مصر انتقالياً غير يا إما الزعيم الدكتاتور العادل المثقف القوي اللي نقدر نركبه من الثورة الي كرسي الحكم مباشرةً, يا إما مجلس رئاسي يمثل فيه كل فصائل الشعب تمثيل بنسبهم في المجتمع يتخذ قراراته باغلبية الاصوات. ولما نبقي ننتقل من مرحلة المجتمع اللي بيستخدم الديمقراطية كحبل يشنق بيه نفسه ويقتل بيه احلامه وآماله, الي مرحلة الشعب القادر علي حسن استغلال الديمقراطية وتفادي عيوبها حتي يضمن كرامته وحريته ورخائه, نبقي نعمل انتخابات للصبح ونقف في طوابير من هنا لفرنسا ونعوم ونغطس في بحار الحبر الفوسفوري.

اخيراً اذكركم بشعارات الثورة: عيش - حرية - عدالة اجتماعية - كرامة انسانية. حد سمع كلمة ديمقراطية؟ لأ؟ عارفين ليه؟ لأن الثورة بضميرها الجمعي كانت اذكي بكتير من عقولنا المنفردة المتفلسفة

Tuesday, January 15, 2013

الحل واضح ومش محتاج فزلكة

ناس كتيرة بتسأل وبتتسائل ايه الخطة وحنعمل ايه؟ بالنسبة لي المسألة واضحة وضوح الشمس.

من الآخر كدة ديمقراطية الاخوان اكذوبة وصناديقهم وهم. والاحزاب السياسية والتحالفات والجبهات اللي بتنادي وتطالب بضمانات النزاهة والشفافية في الانتخابات اللي جاية برضه عايشة في الوهم.

وده مش معناها ان ارقامنا ما بتتحسنش. بالعكس. احنا فعلياً تقدمنا بشكل ملحوظ لان شعبية الاخوان في الشارع تقهقرت نتيجة افعالهم ونتيجة لاستمرار تردي احوال البسطاء. وبرضه تقدمنا لان الاحزاب الثورية الشابة ابتدي يبقي ليها مقرات وفعاليات في المحافظات ودي حاجة هايلة ولازم نشجعها كلنا حتي لو اختلفنا مع قياداتها وقراراتهم المذبذبة.

انما الواقع هو اننا اولاً لسة برضه ماعندناش القدرة علي الحشد التصويتي اللازم للضربة القاضية لنقص المال و التنظيم والالتزام, ولغياب الخطاب الشعبوي الديني اللي "بياكل" مع البسطاء, وثانياً وهو الاهم هو ان الاخوان عمرهم ما حيقبلوا بالديمقراطية الحقيقية ولا حيتكسفوا من التزوير ولا حيزهقوا من التضليل علشان النتيجة تطلع دايماً في صالحهم.

وكل مدي الموضوعين دول حيزيدوا مش حيقلوا. لأن بالنسبة لاولاً فالبسطاء ابتدوا برضه يقرفوا من رموز المعارضة بالتوازي مع قرفهم من الاخوان, وفيما يخص ثانياً فلفظ الاخونة ليست عبارة ذات مدلول سياسي او عقائدي فقط, ولكنها عبارة تشير الي مرض اجتماعي متفشي لدي قطاع كبير من المصريين ضعاف النفوس, اللي من كل مواقعهم في الادارة و الاعلام والقضاء مش حيترددوا لحظة في مساعدة الاخوان بالتطبيل والتبرير والتسنيد والغش واخيراً التزوير من اجل بقاء نظامهم مقابل مكسب شخصي حقير.

وبناءً عليه فالحل الوحيد هو الثورة. مش المسيرات ولا التظاهر ولا الفعاليات. الثورة. الثورة الحقيقية. الثورة اللي نازلة تغير باي تمن ومهما طال المشوار. ودي مش دعوة للعنف ولا للدمار ولكن تذكرة بان ما احدث التغيير كانت التضحيات والدماء. ثم ان فيه فرق كبير بين ان نبدأ بالعنف وان نكون مستعدون للصمود امامه. ولازم نفهم ان الموضوع موضوع نفس وصبر وطولة بال. ولما ننزل ما نبقاش متوقعين نتيجة في يوم وليلة, ولكن لازم يكون اصرارنا واضح, وما نضعفش ولا نمل مهما حاولوا يزرعوا الشك في نفوسنا. ولو التزمنا بده اؤكد لكم ان النظام حيغلط. وان مع اول غلطة سيكون التصعيد الاكبر, والجموع حتتزايد, ومع اصرار الثورة ستتزايد الاخطاء اكثر واكثر, وعندئذ سيترنح النظام, وسيظهر ان الشرفاء في الداخلية لا يمكن ان يحموا الاخوان, وسنتيح للوطنيين في القوات المسلحة الفرصة لتدارك اخطاء قياداتهم علي مدار العامين الماضيين. وهذه ليست دعوة لانقلاب عسكري او للتحالف مع فلول او مجرمين او قوي امنية. انما هي دعوة لثورة شعبية يقوم بها كل فئات المجتمع علي نظام فاشي قمعي, تحايد القوي الامنية, ويباركها ويحميها فعلاً المرة دي جيش مصر العظيم.

انا نازل يوم 25 يناير لان مافيش بديل عن الثورة. ولو انت شايف زيي كدة ان الحشد الثوري بقي صعب علشان الناس تعبت وزهقت, يبقي قدامك حلين مالهمش تالت: يا إما ترضخ وترضي بحكم الاخوان لك ولاولادك ولاحفادك وتقضيها ولولة وفزلكة, يا إما تعمل اللي عليك وتواجه الصعب وتتحداه وتقنع اللي حواليك بالثورة وتشجعهم علي النزول وتواجه من يحبط من عزيمتهم, وتسيب الباقي علي ربنا. وتذكر ان الله لا يضيع أجر من احسن عملاً.

هو ده الحل وهي دي الخطة - وكل ما يطرح خارج هذا السياق فهو يا إما تضليل وتشتيت وتنويم وتعويم مغرض ومقصود, يا إما (انا آسف) هطل غير مقصود وفزلكة بنية صافية تحت بند ده رأيي ودي الديمقراطية وانا حر (وربنا يديم الهطل طبعاً).

يسقط يسقط حكم المرشد

حتي يعيش المصريين

فين مندوب الاخوان في الرئاسة؟ فين ممثل المرشد في قصر الاتحادية؟ فين تعليقك يا مرسي علي موت الجنود المصريين؟ فين تعليماتك امبارح بالليل بخصوص عمليات الاغاثة والاسعاف اللي بدت واكنها متواطئة في تباطؤها وتخاذلها وكأنها تريد التأكد من ضمان اكبر عدد من الضحايا؟ فين منظومتك المؤمنة الطاهرة اللي بتراعي ربنا في الغلابة؟ فين الشريعة والإسلام في هذا الاسطنطاع الاسطوري وهذا الاستبطاء المفلس؟

فاكر كلامك لما كنت مندوب الجماعة في البرلمان من عشر سنين وقعدت تهوهو وتجعر علي ضحايا الاهمال وناديت بمحاكمة الحكومة كلها؟ ولو كنا احنا بنهاجم نظام مبارك معاك اياميها, تفتكر لازم نعمل ايه النهاردة؟ انت عارف ان اللي حصل امبارح هي سادس حادثة سكة حديد يموت فيها مصريين في 6 شهور من ساعة ما بقيت ريس؟ الفيوم - قها - اسيوط - قليوب - بدرشين الاولي (!!) - وبدرشين التانية امبارح. انت عارف ان ده اكتر من الحوادث اللي حصلت في آخر خمس سنين؟ انت عارف ان عدد الجنود المصريين اللي ماتوا في 6 شهور من ساعة ما بقيت ريس اكتر من اللي ماتوا في آخر عشر سنين؟ طب انت عارف ان من ساعة ما انت بقيت ريس المتظاهرين السلميين تم ضربهم وتعذيبهم وسحلهم وقنصهم وذبحهم؟ هو انت عارف ولا فاهم ولا فاكر ولا ناسي مبارك بيتحاكم ليه؟ واخيراً انت عارف ان مواطن مصري اخد حكم النهاردة بالسجن والجلد علشان كشف حقايق عن احتجاز مواطنين مصريين بدون محاكمات في السعودية اللي بترميلك الفتافيت؟ ايه رأيك في الموضوع ده؟

هو انت فاكر ان احنا اسقطنا نظام مبارك وحاكمناه علي ايه؟ علشان مش من جماعتك؟ ولا علشان بيحلق دقنه؟ ولا علشان ما بيقيمش الصلاة جماعة مع ضيوف القصر؟ وفاكرنا كرهناه ليه بعد حوادث القطارات والعبارة ومسلسلات اهانة المصريين في الخارج؟ علشان الناس كانت بتموت او بتتهان؟ ابداً. ولا علشان كنا فاكرينه هو قبطان العبارة؟ لا يا سيدي. احنا كرهنا مبارك علشان خلي تمن المصري رخيص. احنا كنا ممكن نتقبل اي حاجة من مبارك الا انه يسفه من تمن البني آدم المصري مهماً كان بسيط وغلبان. احنا اسقطنا مبارك في قلوبنا قبل اسقاط نظامه مش علشان الناس كانت بتموت ولكن علشان اسلوبه في تجاهل موتهم وفي التقاعس علي بذل الجهد الكافي لمنع تكرار المآسي. ومع كل ذلك, بذمتك عمرك سمعت احمد عز او زكريا عزمي او حتي ادني خلق الله صفوت الشريف طالعين بعد حادثة زي بتاعة امبارح بالليل يقولوا ان الاعلام بيهول واننا لازم نهني الرئيس زي ما عمل واحد من الخنازير اللي بيطبلولك, واللي خلي واحد ثوري حتي النخاع زيي يقتنع ان ثورتنا شالت فاسدين موكوسين علشان تجيب اللي افسد واوكس منهم؟

يا مرسي انت ربنا كارمك بشعب طيب بينسي بسرعة. بس ربنا باليك برضه بناس زي العبد لله ما بتنساش ومش ناوية تنسي ولا ناوية تسكت ابداً.

انا نازل يوم 25 يناير علشان اسقاطك اصبح ضرورة حتي يعيش المصريين.

Monday, January 14, 2013

وهم السياسة واسطورة السلمية

صباح الخير يا مصريين. النهاردة 14 يناير 2013. من سنتين بالظبط ابتدت الحكاية في تونس.

اد ايه من البداية كان حقيقة وواقع احنا صنعناه, واد ايه منها كان حدوتة وخيال احنا اتوهمنا بيه, حنفضل طول عمرنا نتناقش ونتجادل ونتخانق, وعمرنا ما حنعرف, ومش مهم. المهم ان اللي ابتدي برواية رومانسية وحلم جميل, قلب دراما وتراجيديا مؤسفة, ووصل لدرجة الفيلم الهابط الاشبه بالكابوس. والاهم هو ان النهاردة احنا اللي بقينا بنكتب السيناريو, واحنا اللي باعمالنا حنحدد النهاية. علشان كدة انا نازل يوم 25 يناير.

انا نازل يوم 25 يناير علشان حياة وسلامة وراحة ولادي اهم من حياتي وسلامتي وراحتي, ولو انا ما واجهتش النهاردة بشجاعة يبقي انا باصدرلهم العبودية بمنتهي الجبن والخساسة, وعلشان واجبي اني اسيبلهم الورث الاهم من اي مال واي ملك واي تعليم, وهو وطن يفخروا بيه ويعيشوا فيه احرار بجد ويحققوا فيه احلامهم وطوحاتهم.

انا نازل يوم 25 يناير علشان انا مقتنع ان الديمقراطية والانتخابات والصناديق عمرها ما حتجيب نتيجة مع نظام كذاب غشاش يمتلك قواعد الديمقراطية وقوانين الانتخابات ومفاتيح الصناديق, وعلشان انا مالياش ولا حزب ولا حلف ولا جبهة اقدر اعتمد عليها بجد انها تجيبلي حقي بالسياسة, وعلشان الثورة هي حلي الوحيد للخلاص من النهاية الكبيسة اللي مكتوبة لولادي.

انا نازل يوم 25 يناير لاني مش احسن ولا حياتي اغلي من اللي فدونا وفدوا مصر بارواحهم وحياتهم, وعلشان حقهم عليا مش معاش استثنائي لاهلهم ولا صورة في بوستر او بانر. لأ. حقهم عليا هو القصاص من اللي قتلوهم, وتحقيق حلمهم اللي ماتوا علشانه وهو حلم العيش والحرية والعدالة والكرامة.

انا نازل يوم 25 يناير, بس مش علشان اكون نفر في مسيرة ولا حامل علم او يافطة في مظاهرة. انا نازل ومستعد اواجه اي عنف واتصدي لأي غباء وغشومية وشايل كفني علي كتفي, لاني مقتنع ان اسطورة السلمية ما هي الا وهم رومانسي صنعه كاتب خيال ساخر حاول يتوهنا عن حقيقة حتمية, وهي ان تحرير الارض المحتلة عمره ما يحصل الا بالدم والتضحيات.

سنتين فاتوا علي بداية الرواية. فاضل ايام علي بداية النهاية.

صباح الخير يا مصر

Sunday, January 13, 2013

الثورة هي الحل الوحيد

الاخوان وغيرهم اللي بيتكلموا عن الشرعية والديمقراطية وبيدعوا اني منقلب علي ارادة الشعب وبابيع الثورة واتحالف مع الفلول, مش فاهم منطقكم خالص بصراحة. ماحنا اتحالفنا معاكم لاسقاط مبارك, وانتوا اكيد لا تمثلوا ما نمثله ولا تريدوا ما نريده. واحنا علي فكرة اتعلمنا منكم انتوا بالذات مبدأ الغاية تبرر الوسيلة.

فاكرين لما كنا بنحشد ل25 يناير 2011 وانتوا سيبتونا ننزل لوحدنا؟
فاكرين لما مبارك كان لسة ريس واحنا في الميدان, وانتوا قاعدين مع عمر سليمان تتفقوا معاه؟
فاكرين لما اتحولتوا بدون سابق انذار وبعد ما كنا شركاء ثورة فجأة بقينا ملحدين وكفرة مع اول ايام الاستفتاء؟
فاكرين لما كنتوا بتهتفوا معانا مدنية مدنية, وفجأة ومن غير سابق انذار اتحولت هتافاتكم لصراخ في وشنا باسلامية اسلامية؟
فاكرين لما كنا بنعمل مليونيات للقبض علي اعوان مبارك اللي نهبوا البلد, وانتوا بتنادوا بالهدوء والاستقرار؟
فاكرين لما كنا بنهتف ضد العسكر اللي قتلوا اخواتنا واخواتكم, وانتوا قاعدين مع شاهين بتظبطوا قوانين الانتخابات؟
فاكرين لما كنتوا بتقولوا علينا بلطجية, واحنا بننادي بالقصاص؟
فاكرين لما كنا بنموت قدام عينكم, وانتوا بتقولوا علينا مدمنين ترامادول؟
فاكرين لما كنا بنحاول نضمن تسليم السلطة من العسكر, وانتوا رافعين صوت سماعاتكم في الميدان؟
فاكرين لما قلبتوا علي وثيقة السلمي علشان صلاحيات العسكر, وبعدين اديتولهم اكتر منها في دستوركم الباطل؟
فاكرين لما كنا بنحاول نتظاهر سلمياً في الميدان, وبعتولنا بلطجيتكم يهدوا المنصة؟
فاكرين لما كنا معتصمين عند الاتحادية, وبعتولنا ميليشياتكم تقاتلنا؟

لو كنتوا انتوا نسيتوا الكلام ده كله, فانا فاكره, وفاكره كويس, وعمري ما حانساه. ولو فيه ناس من اللي بيهاجموني علي كلامي من بتوع اللمون او الثورجية اللي شايفين ان ماينفعش نتحالف مع الفلول ابداً نسيوه, فاحب اقولكم ان الحمد لله ماحدش فيكي يا بلد يقدر يزايد عليا وعلي امثالي بالثورة او بالثورية, ولا يجيبلي سيرة فلول ولا قرف. الثورة هي هي لم تتغير, وستظل مستمرة وسنظل مستمرين ومكملين, اياً كان ضد مين واياً كان مين واقف بيهتف جنبنا.

ولو انتوا لسة عايشين وهم ان اللي ضد الاخوان هما فلول النظام السابق اللي عاوزين يرجعوه فوفوقوا والعبوا غيرها. النظام السابق سقط وغار, ومش حيرجع تاني ابداً, لاننا احنا الضمانة انه مش حيرجع, مش انتوا. النظام السابق احنا اللي اسقطناه بارواحنا وبدمنا مش انتوا. واكيد لو واحد زي شفيق كان حاول يستعيده, كنا احنا اللي حنقف في وشه مش انتوا. انتوا كنتوا حتكونوا اول المهنئين, وكنتوا حتبيعونا في اول ملف.

ايوة انا ما عنديش اي مشكلة مين عايز يسقط الاخوان زيي - فلول - داخلية - عسكر - ان شا الله ابليس ذات نفسه - ما يهمنيش. المهم هو الهدف وهو اسقاط اكبر خطر علي بلدي وعلي مستقبل ولادي. اللي مكسوف او مهزوز او شايف ان كلامي عيب, يبقي يقعد في بيتهم ويعيش في شرعية من سقطت شرعيتهم, وينعم بديمقراطية جماعة ما تفهمش معني الكلمة اصلاً.

انا مش ثورجي بيثور علي روحه وخلاص, ولا انا من اللي بيتخضوا لما حد بيهاجمه بادعاءات وهمية اني انقلبت علي الثورة او غير معترف قابل بالديمقراطية او لا احترم ارادة الشعب - لان الاخوان آخر من انضم للثورة واول من باعها, ولا يهمهم ارادة الشعب الا فيما يتعلق بوصولهم للكرسي والسلطة, ومايفهموش يعني ايه ديمقراطية بدليل تزويرهم ودستورهم وزيتهم وسكرهم وجماعتهم وتكوينهم وسمعهم وطاعتهم, وبكل تأكيد انا مش عايش في وهم ان طول ما هما اصحاب الصناديق ومفاتيحها معاهم يبقي ممكن نسترد البلد منهم

انا رافض وحاعيش رافض وحاموت رافض لهيمنة وبطش اي نظام قمعي, وحافضل انادي باسقاط اي حاكم مستبد, مهما اعتقد انه ضحك علي البسطاء بشرعية زائفة او حشود من خرفانه واتباعه وبلطجيته او اشباه المثقفين بتوعه المتطبلتية بطعم اللمون. بالنسبة لي الاخوان زي اسرائيل بالظبط. ايوة زيهم. سياسة الامر الواقع هي هي. يغتصبوا ارض ويقولوا شرعية وقانون. يقتلوا ويدبحوا ويهجروا ويقولوا امسك ارهابي وامسك بلطجي.

انا نازل يوم 25 يناير مش علشان اشارك في مسيرة. انا نازل يوم 25 يناير علشان اسقط النظام. وواعي ان ممكن يبقي ده هدف بعيد بل واقرب للمستحيل. بس برضه نازل. ونازل بغض النظر عن الحشد والاعداد. ونازل ومستعد لاي عنف او غباء. بس بادعي ربنا من كل قلبي ان حاجة تحصل تخلي الملايين تنزل معايا, وان الامور تعدي باقل خسائر, بس مش موهوم. لأني عارف انه حيبقي صعب وعارف ان عمر ما حيحصل تغيير من غير دم وتضحيات للأسف. بس مصر في خطر ولازم ننقذها. والانقاذ مش حييجي غير بالثورة. واي كلام تاني فهو تنويم مغنطيسي بطعم الديمقراطية العرجة ونكهة الصناديق المزورة, وانا ولا ليا في طعم دي ولا في نكهة دي.

الثورة هي الحل - يسقط يسقط حكم المرشد - عاشت مصر حرة