Sunday, June 17, 2012

كارثة اسمها شفيق ومصيبة اسمها مرسي

صباح الخير جميعاً. امبارح كان يوم المقاطعة. النهاردة يوم الابطال. كل اللي شاركوا في المرحلة الاولي وادوا اصواتهم لمرشح من مرشحين الثورة ان شاء الله هينزلوا يشاركوا النهاردة بابطال اصواتهم. مع كامل الاحترام للجميع علي فيسبوك اللي بيحاولوا يقنعوا الناس تنزل تدي صوتها لشفيق، ومع كامل تفهمي لصدق نواياهم ولزعرهم الحقيقي من الاخوان، انما احمد شفيق ده انا مش ممكن ابداً انتخبه حتي لو مترشح ضده عزرائيل شخصياً، لاني مقتنع انه صورة مهزوزة هزلية ضعيفة من نظام قمعي فاسد مجرم. والضعيف في الحالات دي بيبقي اخطر بكتير من القوي، لانه هيضطر يلوش علشان يثبت وجوده، وهيتغابا علي ناس غلطهم الوحيد انهم غلابة ومالهمش ضهر. هنرجع تاني لزمن انت مش عارف انا مين، والثورة هتبقي سقطة في تاريخنا مش حاجة نفتخر بيها، والشهدا هيبقوا مجرمين مش ابطال. لو جه شفيق الشرطة هترجع اوسخ من الاول وهنعيش ايام سودة، لان كل ما الظباط حيتوحشوا كل ما الناس حتتوحش كمان، لان الشعب بطل خلاص يقبل المهانة. كمان انا مقتنع ان مئات الملايين اللي قبضها شفيق من بقايا النظام السابق علشان يصرفها علي حملته دي مش فلوس هما رموها حباً فيه، دي دين احنا كلنا هنسدده لو هو جه رئيس. الفساد اللي أدي الي انهيار المجتمع هيكمل بصور اخري انما لمصلحة نفس الاشخاص. مصر هتفضل رهينة في ايد اللي خاطف الاستقرار والأمن والآمان. ضيفوا علي كل ده اني عارف ان مصيري الشخصي حيكون السجن لاني متأكد اني مش هاعرف اسكت علي ظلم او قهر تاني - ايوة فيه حتة مصلحة شخصية برضه ؛-). يعني من الآخر انا وغيري كتار مش حيودوا وشهم الناحية التانية، ويعتبروا القمع والقهر دي حاجات ضرورية علشان نعرف نرجع نلعب تنس بانتظام، ومانضطرش نأجل طلعة السخنة في الويكاند علشان السواق لازم يفضل مع العيال او يوصل المدام للبيديكور، اصل الطرق بقت مليانة ناس حوش وحشين. طول ما احنا راضيين نعيش بالفزاعات طول ما احنا هنفضل ممسوكين من خوفنا. البلطجة دي جزء مهم من الفزاعة، الجزء التاني الاكبر والاهم هما المتأسلمين. انا باعلنها علي الملأ. انا كمان باكره الاخوان. وباحاربهم من زمان. واللي يعرفوني بجد ومن زمان عارفين كويس اوي اني باحارب التيار الديني المتشدد من قبل الثورة بكتير زي ماكنت باحارب آل مبارك وعشيرة مبارك بالظبط، واياميها كنت باتهاجم جامد جداً لاني كنت باشتم في جماعة دينية محترمة (!)وش ومن غير لف ودوران. انا شايف ان المجتمع وقع في مصيبة باننا هجرنا المساجد وسيبناها للمتطرفين يلعبوا في عقول الناس. انما انا برضه عارف اننا بانتخاب شفيق بندفس راسنا في الرمل من جديد بدل ما نعلي صوتنا ونقول اننا هنحارب لمجتمعنا ولديننا. مش معقولة هنفضل طول حياتنا نحارب بس علشان حرياتنا الشخصية اللي لامسانا احنا بس، ومتناسيين تماماً ان بقية الشعب معانا في دنيتنا. احنا عمرنا ما هنعرف نعيش اسياد. الشعب الغلبان ده مش لعبة. يا نشاركه ونساعده ونتعلم منه ونعلمه يا ننتخب شفيق ونخش البقليلة بتاعتنا تاني ونستخبي ورا بوديجارداتنا اللي لابسين ميري، بس ماحدش يتخض لما الدنيا تولع تاني قريب جداً. ومع كل الكلام ده فانا برضه مش رايح انتخب مرسي لاني مستحيل احط علامة علي وشه العكر الا علشان اشطب عليه. ومستحيل اثق في جماعته الكدابة بعد ما شفتهم بيكذبوا مرة والتانية والتالتة. ومستحيل انسي انهم باعوا الثورة في اول ملف ومارجعوش نطوا عليها الا لما لقوا نفسهم في مواجهة مع شفيق. بس انا متأكد ان مرسي جاي جاي لان هو مرشح المجلس واحنا كلنا بيتلعب بينا. فانا نازل احط علامتين واشطب علي الاتنين واقول بعلو صوتي يسقط الخوف، يسقط الذل. يسقط الاستبداد بكل انواعه. ويسقط يسقط الرئيس القادم اياً كان. المجد للشهداء. الثورة مش وجهة نظر. مصر حتبقي عظيمة غصباً عن عين العسكر والاخوان!

Thursday, June 14, 2012

مبروك لمرسي - مرشح العسكر

بما اننا بقينا 85 مليون خبير استراتيجي, وكلنا فاهمين كل اللي حصل وكل اللي حيحصل, وبننسا مواقفنا وبنبلع كلامنا بسرعة جدأ, اسمحولي اراجع مواقفي الرئيسية معاكم بسرعة من اول اندلاع الثورة لغاية النهاردة, واكرر واثبت قرائتي للي حيحصل اليومين الجايين لعل وعسي الناس تفتكر المرة دي هي سمعت الكلام ده فين وامتي ومن مين :-).

ايام الاستفتاء قلت لا احسن علشان نخلص, وكتبت اكتر من مقال جودين لغاية دلوقتي علي حسابي في فيسبوك شرحت فيهم ان النعم معناها سنتين ونص الي تلاتة علي الأقل مرحلة إنتقالية, في حين ان لا كانت حتخلصنا في سنة ونص علي الأكثر. النهاردة بصوا علي التاريخ واعملوا حساب سنة ونص كمان علي الأقل!!

ايام الانتخابات البرلمانية غلبت مع حزب الكنبة علشان ينزلوا يصوتوا, وغلبت مع الثوار اللي قاطعوا علشان ينتخبوا الكتلة, واتنبح صوتي مع بتوع الثورة مستمرة انهم ما يضربوش في الكتلة المصرية, وقلت وكتبت وصرخت ان هي الأمل الوحيد للوقوف امام استحواز التيار الديني ومشروعه. ودعمنا الكتلة وادرت لجنتها التنفيذية في المرحلة الاولي, لغاية ماتيقنت مع زملائي في التحرك الإيجابي ان قوائمها في المراحل التانية والتالتة تحتوي علي اشخاص لا نستطيع دعمهم بأي حال من الأحوال, فاستقلنا في صمت ودون احداث اي ضجيج, وخسرت الكتلة فعلاً (بفضل الاخطاء الصبيانية للقائمين علي وضع قوائمها من الحزبين المصريين الاحرار والمصري الديمقراطي) في المرحلتين الثانية والثالثة موقعها القوي الذي نجحنا في تحقيقه في الاولي, وعلي كل حال شوفوا النهاردة مين اللي واقف للحرية والعدالة والنور في البرلمان ومعطل الاستحواز التام والدستور الإسلامي ولو مؤقتاً!!

قبل الجولة الاولي من الانتخابات الرئاسية كتبت ان التصويت لموسي وابو الفتوح سيؤدي الي إعادة بين مرسي وشفيق, وان الحل الوحيد لتفادي الإعادة دي كان بالتصويت لحمدين صباحي. ليس حباً فيه ولكن من محض قراءة هادئة وواقعية لشعبية كل منهم ومن قدرة كل منهم علي الاستحواز علي الاصوات فعلياً وليس تليفزيونياً وفيسبوكياً. والنهاردة اللي كنت باحاول اقنعهم بيشتموني علشان انا مش راضي انتخب واحد من اللي هما دبسونا فيهم, علشان ما سمعوش الكلام واصروا علي انتخاب موسي وابو الفتوح!!

واديني باقول اهه النهاردة قبل ما اي حاجة تحصل, واياً كان حضراتكم حتنتخبوا مين في الاعادة, او حتي لو قاطعتوا كلكم جولة الاعادة دي اصلاً, وياريت لو مرة واحدة بس الناس تفتكر هي قرت الكلام ده فين وامتي:

بكرة شفيق مش حيتشال وحيكمل الانتخابات. بس هو حيكمل مش علشان يكسب. حيكمل علشان المجلس العسكري محتاجه علشان يخسر قدام المرشح اللي هما عايزينه اصلاً اللي هو مرشح الاخوان المسلمين (بغض النظر عن شخصه). المجلس العسكري زي ما شرحت مليون مرة والناس وصفوني بالجنون مش عاوز شفيق يمسك اصلاً, لان تنصيب شفيق حيترتب عليه مساندته في حل المشاكل الاساسية في الاقتصاد والمجتمع ومواجهة الثورة التي حتشتعل من جديد. في حين ان تنصيب مرسي حيسكت الشارع تماماً خصوصاً مع استقطاب القوي الثورية واقناعها بدعم مرسي وهو ما سيعني ان الثورة فعلياً انتهت بتنصيب رئيس الفصيل الثوري. وساعتها هو اللي حيكون ملزم بحل المشاكل والتعامل مع مطالب الشعب اللي مش حتخلص. وده حيأدي الي سقوط شعبية الإخوان وطبعاً اسهم العسكر والفلول حتعلي وحيبقي الشعب كله بيقول أسفين يا نظام.


نضيف علي التبرير ده ان من اول يوم في الثورة المجلس العسكري بيسلك مسلك اجهاض الثورة بمعاقبة الفصيل المدني علي دعمهم لها. انتوا نزلتوا ورا الثوار؟ اتفضلوا الفوضي. صدقتوا العيال دول؟ اتفضلوا عدم الآمان. هتفتوا معاهم ضد العسكر؟ اتفضلوا بقي البرلمان الإسلامي ده. لسة بتجعجعوا؟ طب مافيش دستور مدني. لسة فيكوا نفس؟ طب خدوا بقي الريس ده........ تنصيب شفيق بكل تأكيد هو خروج احمق عن هذا المنهج الذي سلكهه المجلس العسكري من اول يوم ببراعة. ياريت لو ماننساش ان مجلس شعب تم تفصيل القوانين الحاكمة لانتخاباته حتي يأتي بأغلبية إسلامية واضحة, منتفخة بحزب النور السلفي الأمني (اتزور له بشهادة كل اللي اشتغلوا في الانتخابات البرلمانية بما فيهم بتوع الحرية والعدالة) واللي كان أول من حصل علي رخصته الحزبية بعد الثورة.

المنهج ده اسمه كره الشعب في الثورة وخليهم يكرهوا اليوم اللي نزلوا فيه الشارع واللي سمعوا فيه كلام الثوار النشطاء الليبراليين واليساريين. لان الفصيل ده فصيل متعب. مش منظم. مش متوحد وبيجعجع واوقات (مش دايماً) بيصر علي مبادئه. علي عكس التيار الديني وبالأخص الإخوان المسلمين اللي هما بيشتغلوا زي اي حزب يميني في الغرب وفي الديمقراطيات العريقة ودائماً ما يضعوا الهدف والغاية في مقام اهم بكثير من اي وسيلة  او اي مبادئ, ويبرروا كل شئ بمنطق الحرب خدعة. يعني ممكن التفاوض معهم والضغط عليهم وارغامهم علي ما يريده العسكر.

نزود علي كدة ان امريكا اكيد تفضل حكومة اسلامية ذات لمحة ارهابية تهورية تبرر مساندتها المالية والعسكرية لإسرائيل وهي ضامنة ان مافيش حاجة حتحصل (اوعوا تفتكروا ان مرسي حيقدر ياخد قرار عسكري اصلاً) عن رئيس مدني عاقل لا يهدد في خطاباته السياسية اسرائيل, فينزع الفتيل المطلوب إشعاله ظاهرياً لتبرير مواقفهم الاقليمية.

كل ما سبق يشرح ليه انا متأكد بما لا يدع مجال للشك ان شفيق مكمل. وان مرسي جاي ريس. وان مرسي هو اصلاً مرشح المجلس.

حد يسألني طب ازاي ييجي رئيس اخواني فوق جنرالات. اقولك الدستور مخطوف. برضه زي ما قلت ميت مرة. الدستور رهينة. وعلشان كدة مجلس الشعب حيتحل, علشان بكدة تبقي التأسيسية برضه اتعطلت. وطبعاً يوم لما الانتخابات تتعاد بعد عمر طويل مين اللي حيستفيد؟ فلول الحزب الوطني السابق اللي شموا نفسهم بحملة شفيق واللي معاهم فلوس يدوسوا في حين ان الاخوان حيبقوا غرقانين في سد الحفر يمين وشمال وفي تضميض جراحهم والكتلة والثورة مستمرة وغيرهم فلسوا مادياً وافلسوا معنوياً وشخصياً. وساعتها بقي تيجي التأسيسية اللي تضمن ان الجيش ماحدش يلمسه ولحين تنفيذ ذلك انسي طبعاً ان مرسي يقدر يغير تنتوفة في الأمور العسكرية او حتي البوليسية او الخارجية اللي هي كلها وزارات سيادية عمره ما حيعرف يتسلط عليها حتي بإعتلائه المؤقت جداً لكرسي الرئاسة.

وبكدة يبقي حافظنا علي عسكرة الدولة, اجهضنا الثورة, وخلصنا علي الاخوان.
برافو المجلس العسكري, ولا عزاء للمغفلين اللي هما احنا علشان سيبنا اقزام ومندسين يتكلموا بإسم الثورة ويتفاوضوا بإسم الدولة المدنية.

Friday, June 1, 2012

مشكلتي اني بطلت اخاف

انا متفهم مخاوف اللي بينادوا بالتصويت لشفيق. ومتفهم مخاوف اللي بينادوا بالتصويت لمرسي. وعلي فكرة فاهم برضه التبريرات السياسية التكتيكية اللي بيروجولها الاتنين لاقناعنا بالتصويت لكل منهما.

بس المشكلة فيا انا. المشكلة اني مش ثوري ولا ثورجي. المشكلة الحقيقية اني مؤمن بالثورة. بس مش مؤمن بالثورة اللي في ميدان التحرير بس، ولا اللي بينطق بلسانها نجوم تويتر وفيسبوك والفضائيات بس. انا مؤمن بالثورة اللي مات علشانها الابطال الحقيقيين. الابطال اللي ماساوموش وماخافوش ومافكروش. الابطال اللي قرروا فعزموا فتوكلوا علي الله. انا مؤمن بالثورة ضد الفساد. الثورة ضد الكذب. الثورة ضد القمع. الثورة ضد الارهاب والاحتكار. الثورة علي انفسنا وعلي عيوبنا الشخصية، وعلي رأسها الخوف اللي مش حيقضي عليه غير الإيمان. الإيمان ان الثورة مش وجهة نظر وانها مستمرة وستستمر وستظل مستمرة الي ان تنجح وتنتصر وان ماحدش حيعرف يقهرها او يسرقها او يركبها الي الابد.

مشكلتي اني ماباخافش.  اسطورة النظام اسقطناها وحنسقطها تاني وتالت ورابع، حتي لو شفيق فاكر نفسه حيعرف يقمع الثورة بكذب اعلامه وبقذارة ذراعه الامني وبتوعداته للمذعورين بقمع المظاهرات وفرض سيطرة بوديجاردات الدولة. واسطورة الإسلام السياسي في طريقها الي السقوط بما يثبتوه من انعدام رؤية وهيافة وخلل فكري بدليل ان ابسط البسطاء اصبحوا مدركين انهم كاذبون وسفهاء مثلهم مثل النظام السابق وصوتوا بالملايين لحمدين صباحي وغيره من مرشحي الثورة الحقيقيين.

انا مؤمن بالثورة ومؤمن بالحرية ومؤمن بالكرامة ومؤمن ان مصر اكبر من اي حد. وعلشان كدة انا مش حاشيل واحد منهم علي كتفي بصوتي وهو داخل القصر الجمهوري لاني عارف ان الاتنين لا يصلحوا لمصر. انا واقف علي باب القصر باقوله ساقط وواقف في الميادين باقوله ساقط. وواقف شوكه في زوره باقوله ساقط بابطال صوتي. انا مش حانتخب بخوفي لاني بطلت اخاف. واللي فاكر انه حيقمعني بالامن او بالدين مش فاهم اني مش داخل معركة انتخابات. انا داخل معركة حق او باطل. والمعركة مش نهايتها بكرة ولا بعد عشر ايام. معركتنا مستمرة ومش حتوقف علشان ناس زهقوا ولا ناس خافوا.

انا ارحب باي من الرئيسين وباوعده ان آخرته علي ايدي.

مشكلتي يا حضرات اني فاهم ان ولا مرسي ضمان للثورة ولا شفيق ضمان للدولة المدنية. مشكلتي اني عارف ان انا وانت الضمان الوحيد للاتنين!