Saturday, April 12, 2014

جرجرة الجيش

كلنا بنحب مصر. وكلنا بنحب جيش مصر. وكلنا شايلين جميل كل واحد حمي مصر أو حرر مصر او فدي مصر. نقطة.

بس ده مايعنيش إننا نلغي عقولنا، ونصدق ونردد خزعبلات مضحكة، لمجرد ان مصدرها حد من الجيش او اللي بيقولها حد فاكر انه كدة بيدافع عن الجيش. مش ده اللي حيخلي البلد تستقر. ومش ده اللي حيرفع شأن الجيش. بالعكس تماماً علي فكرة.

اللي بيحب مصر وجيش مصر بجد ما يعملش مؤتمر اعلامي يعلن فيه ان جيش مصر اخترع جهاز بيحول الايدز لكفتة، قبل ما يتأكد من صحته ويكشف عليه ويجربه بدل المرة مليون، علشان ما يطلعش شكله وحش ويضحك الناس علينا.
اللي بيحب مصر وجيش مصر بجد ما يشوشش علي البرنامج الناقد الوحيد في التليفزيون المصري، فبدل ما يحمي الجيش وقائده يقوم يطلعه مرعوب من اي معارضة، وأكنه علي راسة بطحة ومضطر يسكت الناس علشان ما يتفضحش.
اللي بيحب مصر وجيش مصر بجد ما يقعدش يردد شعار ايد تبني وايد تحمل السلاح، ويصقف ويطبل مع كل مشروع يتعدي مهام الجيش، وهو مش فاهم ان طول ما الايدتين مش علي السلاح يبقي جنودنا حيفضلوا يموتوا لان قياداتهم مضطرين يشتغلوا مقاولين واصحاب مصانع وسماسرة وتجار.
اللي بيحب مصر وجيش مصر بجد ما يقعدش يدبدب برجليه علي الارض زي العيل اللي شبطان في لعبة وعمال يقول عايزها مالياش دعوة، ويفهم ان اصراره علي جرجرة الجيش لقصر الرئاسة قد يكون له تداعيات خطيرة جداً علي الجيش وعلي البلد.
اللي بيحب مصر وجيش مصر بجد ما يكرهش الناس فيه وما يقرفش الاحرار منه من كتر التطبيل المتواصل، وكأننا نحمي مخلوق هزلي لا يقدر علي مواجهة النقد والمصارحة والمكاشفة بدون حضانة من النفاق والتملق.

ومع كل ذلك، لو حضرتك – يا صديقي المتعلم المثقف – فهمت كلامي علي إنه تشكيك في حبك للبلد والجيش او انتقاص من وطنيتك، فأؤكد لك أن هذا أبعد ما يكون عن حقيقة ما بداخلي، لأني أعلم خير العلم أن القطة أكلت أولادها من حبها لهم، وأن الدبة قتلت صاحبها من ذات الدافع النبيل.

بس خلينا نتفق إن زي ما أنا لا أشكك في نواياك واخلاصك للوطن، فبرضة مش حاقبل ولا حأسكت، لو لقيتك بتحاول تفرض عليا أفكارك من منطلق إني لو ما رددتش ما أعلم أنه هراء، أبقي ما بأحبش بلدي وما بأحبش جيش بلدي. :-))

نشر ببوابة يناير بتاريخ 15 مارس

أندم على منصور وأدعو للسيسي وصوتي لحمدين

بادئ ذي بدء، وقبل الخوض في المعطيات الاساسية للعملية الانتخابات المرتقبة، ومع كل الإحترام لشخصي عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي، ودون التقليل من مكانتهم ومواقفهم او التشكيك في قدرتهم علي ادارة شئون وطن بحجم وظروف مصر وشعب مصر، فعلينا جميعاً ان نقتنص دقيقة صمت وتأمل وسط صخب المعركة. علينا ان نفهم ونعي وندرك مصيرنا الحتمي من الآن. وهو اننا سنندب حظنا طويلاً وسننعي كثيراً الفرصة الذهبية التي اهدرناها لاننا لم نتمسك بالمستشار عدلي منصور كرئيساً لمصر لمدة فترة واحدة علي الاقل، لما يتمتع به دون غيره علي الساحة السياسية من توليفة من المميزات التوافقية المطلوبة بل والحاسمة في هذه المرحلة مثل الاتزان والحكمة والتواضع، وما يفتقر اليه من صفات السياسيين والمتسلقين المعهودة مثل النرجسية والافتعال والمزايدة والخطاب الشعبوي الاستعطافي الرنان.
الشعب المصري اليوم اكثر من اي وقت مضي في امس الحاجة لمن يضمد جراحه، ويواسيه في احباطه، ويطمئنه في مخاوفه، ويحفزه علي نبذ الخلافات والكف عن الاستفزاز المتبادل، ويعطيه الامل، ولكن ككل وليس كطوائف متفرقة. لعبة الغالب والمغلوب التي احترفتها الديمقراطيات العريقة لن تأتي في مصرنا الحبيبة الا بالمزيد من الاستقطاب، وهذا ما حذرنا منه مراراً وما كان يجب علينا جميعاً تداركه وتفاديه بشخص هذا العدلي المنصور. ولكن الاحزاب والقوي السياسية اثبتت مرة اخري وبجدارة افتقارها للرؤية السياسية بعيدة المدي، وتألقت كالعادة في لعب دور المنظر المتأقلم الذي لا هدف له سوي البحث عن موقع متميز علي طاولة "الكل في الكل" وتحت قبة اللاشيء. كم تمنينا ان نسمع عن حملة واحدة حقيقية يقودها حزب او جماعة او جمعية سياسية تطالب بقوة وشجاعة باستمرار عدلي منصور في منصبه من خلال ترشحه للانتخابات، ودعوة الجميع للوقوف خلفه، خصوصاً بعد ما اثبته من صفات لم ولن نراها في من تقلدوا او سيتقلدوا هذا المنصب. ولكن كل ما سمعناه كانت عبارات ثناء لا معني لها، وهزيان عن بنود دستورية وتبريرات قانونية هزلية مثلهم، فقط لانهم لا يملكوا شجاعة تغيير التاريخ او الصمود امام الامواج او الظهور لا قدر الله بمظهر من لم يتغني بالزعيم الملهم وحده دون غيره.
من هنا يأتي الندم، ولكن هذا لا يجب ان يمنعنا من نطق كلمة شكر واضحة لهذا الرجل المحترم النزيه الوطني، الذي اخطأ واصاب، ولكنه لم يضع ابداً شخصه قبل الوطن ولم ينجرف لحظة لمنحدر التمحور في الذات، وفهم حدود صلاحياته وامكانياته كمؤقت غير منتخب جيداً فلم يتعداها حتي لا يحدث صدمات وانشقاقات، واختار سلامة الوطن وانحاز ل٣٠ يونيو اكثر من غيره، كالجندي المجهول الذي يضحي بنفسه في الصفوف الاولي حتي لا ينجح العدو في شق صفوفه. بدون تعدي او تنظير، ارجو من السيسي ومن حمدين ومن اي شخص يري في نفسه قائد محتمل لسفينة الوطن ان يدرس شخص هذا القبطان الهادئ الرسين لان عندما تنقلب الموجة سنتمني جميعاً ان ينعم الله علي مصر بقائد في حنكته وثباته.

مع هذا، ومع اقتناع البعض ان قرار السيسي بالترشح للرئاسة هو خطأ في حق نفسه وفي حق المؤسسة العسكرية بل وفي حق ثورة ٣٠ يونيو، وانه سوف يترتب عليه لا محال عواقب جسيمة لشخصه وللجيش المصري ولمصر ككل، ندعو الله صادقين مخلصين ان يجنبنا اياها وان يخيب ظننا في جسارتها، فلا يمكن لعاقل ان يتخيل انه لن يفوز في الانتخابات. الرئيس السيسي قادم لا محال. المعركة محسومة. وليس هذا بالتقليل من شخص او شعبية او جدارة حمدين صباحي، بقدر ما هو قراءة واقعية للعوامل الشتي المؤثرة في نتيجة العملية الانتخابية. وبناءً عليه فعلينا ان نتعامل من الآن مع هذا الواقع. وان نتجاوز مواقفنا الشخصية ونظرتنا الاُحادية للأمور، ونفهم معني ذلك كمواطنين مصريين اولاً واخيراً. السيسي سيصبح رئيس مصر ومن ثم رئيس لكل المصريين، سواء كانوا من محبيه وانصار ترشحه، او حتي من كارهيه واعدائه، او من امثالنا الذين تمنوا ان يظل حامي لأمن وسلامة الوطن – وليس حاكماً له. ومن تلك اللحظة التي ستعلن فيها نتيجة الانتخابات بفوزه، سيصبح الامر مُنتهِي، وسيكون نجاحه من نجاح الوطن ككل، واخفاقه اخفاق يحسب علينا جميعاً. وفي اول وآخر الأمر، ستبقي مصر وسلامة مصر دائماً اهم واغلي من اي رأي او اي وجهة نظر.
فلنبدأ من الآن في دعواتنا للسيسي بالتوفيق والنجاح، ولنفهم من الآن ان دور المعارضة في المرحلة القادمة لا بد ان ينضج عن ما رأيناه الي الآن، وان يرتقي من سياسة الحجارة والتقطيم والتشكيك الي سياسة التوجيه والمساندة بالخبرة والمعلومة والتحذير بلباقة اذا لزم. وكما ان المعارضة لها دور مهم ومطلوب، كذلك الحراك الشعبي والثوري لابد الا ينتهي. ولكن في سياق اكثر نضج واكثر تعقل. الهتاف والرفض لكل ظلم مطلوب ولن يسكته احد ابداً، ولكن لا بد من الكف عن الثورة من اجل الثورة والعناد الابدي الذي لا يدفع ثمنه الا بسطاء هذا الوطن. كاتب هذه الكلمات آخر من يتهم النشطاء والثوار لانه منهم ولكن آن الأوان ان نفهم جميعاً كيف نضع الامور في نصابها الصحيح. كيف نطالب بحق دون الاخلال بكل ما هو قائم. سذاجتنا كتيار هي التي جعلتنا لقمة سهلة في فم الانتهازيين. فلننتهز نحن هذه الفرصة لتقييم ادائنا وإعادة اختيار من نعتبرهم قياداتنا, لاننا اذا لم نفعل فسنظل نلعب لمصلحة اعدائنا الذين احترفوا استغلال اندافعنا.
نعم السيسي يمثل بدون ادني شك الكثير مما ثرنا عليه في ٢٥ يناير وبعض ما ثرنا عليه في ٣٠ يونيو. وهذا ما لا يفهمه انصاره ومريديه. ولكن علينا نحن ان نفهم ايضاً ان السيسي ليس مبارك وليس مرسي. فلننتظر السيسي ان يعرف نفسه. فلنترقب ادائه. والاهم من هذا وذاك فلندعو له بالنجاح، لاننا لا يمكن ابداً ان تتحول ميولنا لعداء لمن يقود الوطن من قبل ان يقوده، وإلا لزم علينا مراجعة انفسنا.

وبالرغم من هذا الندم علي منصور، واليقين من فوز السيسي، فصوتي لحمدين صباحي.
لماذا؟
اولاً – لانه بالرغم من انه يقود معركة خاسرة، يبدو فيها كالمحلل والمشرع اكثر منه كالمنافس، ولكنها فعلياً المعركة الاهم من اجل وطن يكتسب خبرات اساسية ومهارات اضافية في الديمقراطية مع كل انتخابات ومع كل استفتاء. هكذا، وهكذا فقط، وبتكرار التجربة التصويتية، مرة مع الغالب ومرة مع المغلوب، يمكن للمواطن المصري ان يصل في يوم من الايام لتدارك اهمية صوته. مع كل مشاركة يزداد الوعي وتزداد القناعة بان التصويت حق وواجب ومسئولية، واداة فاعلة وحقيقية. حمدين صباحي يرسخ بخوضه هذه المعركة لما هو اهم بكثير من الفوز والخسارة، وهو الوصول للهدف عبر المشاركة، وهذا بالرغم من شبه استحالة فوزه مع وقوف اجهزة الدولة ومؤسساتها واعلامها العام والخاص في خندق السيسي.
حمدين صباحي لم يسلك الطريق السهل الذي سلكه غيره الذين تألقوا في ظاهرة جديدة عالمياً وهي المؤتمرات الانسحابية، والتي برعوا فيها بتبريراتهم البطولية لاخفاء انهزاميتهم. حمدين لم يختار ما حاول البعض ان يقنعوه بيه، وهو ان يترك السيسي بمفرده علي الحلبة حتي يقلل من شرعيته. حمدين اختار الطريق الاصعب. حمدين اختار ان ينافس بشرف وان يضع نفسه بذلك في مرتبة لا ولن يصل اليها غيره من المحتملين والسابقين والمنظرين وابطال الفضائيات، والتي لا تصب مساعيهم في النهاية الا في مصلحة من يسعون لاسقاط المرحلة والعودة لنقطة تلائم تطلعاتهم علي حساب الوطن.
ولذلك فالصوت لحمدين صباحي هو صوت عالي وواضح لشخصه لاصراره علي خوض المعركة الديمقراطية الصعبة بشرف، وصوت عالي وواضح من اجل مستقبل مصر كدولة ديمقراطية.
ثانياً - لان حمدين صباحي هو فعلياً الوحيد الذي لم يغير موقعه، ولم يتراجع، ولم يتردد، وظل علي مدار الثلاث اعوام الماضي ثابت في خندق الثورة بكل موجاتها، ومع حق كل شهدائها، مع ثورة ٢٥ يناير علي الاستبداد والظلم والفساد، ومع ثورة ٣٠ يونيو علي الطائفية والتطرف والارهاب. وبما انه المرشح الوحيد الذي لم يتفوه سواء هو، او اي من انصاره، او اي من مريديه، او اي من مؤيديه، بلفظ “النكسة” او صفة “الانقلاب” علي اي من ثورتينا الطاهرتين، وبما اننا لم نري ولم نسمع ابداً من معسكره وحملته الا خطاب ثوري واعي نظيف يحترم الجميع، ويمجد كل الشهداء ثواراً وجنودٌ وظباط، وبما اننا لم نري في خندقه ابداً وجوه النفاق والتحول والمزايدة الذين نراهم بكثرة في صدارة معسكرات وفي حملات غيره من المرشحين الحاليين والسابقين والمنسحبين، فالصوت لحمدين صباحي هو صوت عالي وواضح لمصر الثورة، وصوت اوضح واعلي ضد كل اعداء الثورة من النظامين السابق والاسبق.
ثالثاً واخيراً – لان كل صوت سيذهب لمرشح غير السيسي سيساعد السيسي في تبني سياسة اكثر اتزاناً عندما يصبح رئيس، وسيرسخ من وعيه وادراكه منذ اول لحظة انه بالرغم من موجة التهليل والترحيب وكم الاصوات التي سيحصدها، ان هناك اصوات مضادة وان هناك اصوات لن يحصدها. الصوت لحمدين صباحي سيساعد السيسي علي عدم تغافل ان من بعد ٢٥ يناير وبفضل شهداء الحرية وتضحيات ابطال التحرير، اصبحنا شعب يمتلك صوته وبالتبعية جزء كبير من قراره، شعب ينتظر ويتوقع ويستحق، ولم نعد شعب يعطي باكمله شيك علي بياض، ويرضي بما يراه الحاكم الاوحد صاحب الامر وولي النعم. ومن اجل ذلك فكل صوت لمنافسه، اياً كان، هو مساهمة في وضع عبد الفتاح السيسي علي الطريق الصحيح، بعيد عن طريق الفرعنة الذي سيكون طريق الهلاك بالنسبة له، حتي ينجح في مهمته الصعبة.
لذلك، وبما اننا اقرينا ان نجاح السيسي من نجاح الوطن، فالصوت لحمدين صباحي هو فعلياً صوت يصب في صالح مصر، وهو صوت عالي وواضح ضد اعداء ٣٠ يونيو واعداء الوطن الذين يتربصون لنا جميعاً – سواء كنا مع السيسي او مع حمدين او من المقاطعين – بالفشل، حتي يبرروا محاولاتهم المستمرة لوضعنا جميعاً في خانة الراضيين بالعبودية والقابلين للديكتاتورية، فيجدوا المبرر المعنوي في خطابهم الاعلامي العالمي لوضع اقدامهم مرة اخري كدعاة الديمقراطية الحقيقيين في عتبة الوطن الذي دعسوه ومزقوه وكادوا يحرقوه بغبائهم وتوحشهم وخيانتهم وغدرهم للثورة.

اعلم علم اليقين ان هذا الموقف لن يجني استحسان المزايدين من اليمين او من اليسار، لاننا لم نسب السيسي ولم نسب حمدين، لاننا لم نهتف بحياة الزعيم المنقذ ولا بسقوط حكم العسكر، لاننا لم نشفي غليل من يتربصوا للمرحلة برمتها او لمن يريدون سحق كل الاصوات المعارضة، لاننا لم ننحاز لطرف ولم نمسك العصاة من النصف.
واعلم ايضاً ان الكثير من الثوار الشرفاء تم استفزازهم بشكل كبير من سقطات النظام الحالي علي مستوي الحريات والاعلام، وفقدوا الايمان والامل في المرحلة مما رأوه من اساليب وتجاوزات لا يصح ان نراها في مصر الثورة، سواء علي المستوي الأمني والحقوقي والانساني او علي المستوي الاعلامي من تضليل وتطبيل وتشليق ونشر التسريبات والاشاعات، وغيرها من آليات البروباجندا الرخيصة التي اعتادها التاريخ من المستعمر والمستبد او من العاهرات والغانيات، وليس من اوطان الاحرار والشرفاء.
ولكن في ظل الظروف العامة التي نعيشها والمعطيات التي تحيط بنا، فاصبح علينا جميعاً ان نعي اختياراتنا ونتدراك حجم المسئولية الملقاة علي عاتقنا، لان احياناً يكون النضج السياسي بطولة، ودائماً ما يكون اليأس خيانة. وكما قال الامام علي ابن ابي طالب: لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه. فلتذهب الهتافات للجحيم، مقابل راحة الضمير.

الثورة الحقيقية، الواعية، الناضجة، من اجل العيش والحرية والعدالة والكرامة والهوية المصرية المعتدلة الوسطية، مستمرة وستظل مستمرة – مهما زايد المزايدون، ومهما كره الكارهون.

ولذلك: شكراً لعدلي منصور. ربنا يوفقك يا سيسي. وصوتي لحمدين صباحي.

Saturday, August 24, 2013

انا مش حيادي - انا ضد الاتنين


ناس بيقولوا علي اللي حصل في ٢٥ يناير ٢٠١١ انه كان مؤامرة دنيئة علي مصر وجزء من مخطط دولي خبيث علي المنطقة بشعوبها بجيوشها
وناس بيقولوا علي اللي حصل في ٣٠ يونيو ٢٠١٣ انه انقلاب عسكري وانقضاض علي ارادة الشعب وارتداد مشين علي اعظم حدث في تاريخ مصر علي مدار عقود وعصور.

ناس بيقولوا مبارك طلع من السجن لان القانون اخد مجراه
وناس بيقولوا خروجه معناه نجاح الثورة المضادة.

ناس بيقولوا مرسي لازم يتحاكم ثورياً وياخد اشد العقوبات
وناس بيقولوا التحفظ عليه اصلاً ضد الشرعية وضد القانون.

ناس بيقولوا الثورة الحقيقية هي فقط ماحدث مؤخراً للاطاحة بحكم الطائفيين
وناس بيقولوا الثورة هي بس اللي حصلت من سنتين.

وده كله، مع ان في المرتين اعداد مهولة من المصريين نزلوا الشارع لاسقاط نظام فاسد وفاشل، علي رأسه شخص تسبب بالفعل او بالامتناع عن الفعل، في مصائب وكوارث عانا منها الشعب المصري، اهمها اهدار ارواح المواطنين. وبغض النظر عن مين نزل في المرة الاولي، وحصل فيها ايه، وقعدت اد ايه، ومين نزل في المرة التانية، وماحصلش فيها ايه، وخلصت بدري ليه، في المرتين الشعب انتفض علشان يخلص من الحاكم الفاشل، وفي المرتين الجيش اللي ماكانش راضي عن النظام بدرجات متفاوتة ولاسباب مختلفة هو اللي اعلن انتهاء الفعاليات الثورية، واعلن نجاحها بازاحة هذا الحاكم، وتسلم السلطة منه، ورسم خريطة الطريق، واختار الفصيل اللي حيشاركه المرحلة، واستخدم ما يسمي بعنف الدولة المشروع لاخضاع من يعارضوه، وحصد بذلك تهليل وانكار ونفاق الفصيل المختار.

هي "دي" الحقيقة الموضوعية الوحيدة - المجردة من كل انواع التملق والمزايدة والتفلسف والهتاف اللاإرادي.

وده باختصار معناه ان فلول نظام مبارك العائدين علي الساحة بقوة اللي بيقولوا علي ثورة ٢٥ يناير انها كانت غمة نزلت علي مصر وانها كانت ما يسموه بالمؤامرة، فضمنياً وفعلياً هم بذلك بيقروا خيانة قيادات الجيش المصري للوطن (ايوة!). لانها "لو" كانت مؤامرة يبقي الجيش كان طبعاً جزء اصيل منها، وحماها وساهم فيها، واختار التيار الطائفي شريك اساسي فيها، وسلمهم البلد وسابهم يعملوا اللي عملوه فيها. واللي حيقول قيادات ٢٠١١ غير قيادات ٢٠١٣ غالباً عمره ما دخل الجيش، ولا تعامل مع حد فيه، لانه مش فاهم ان المنظومة العسكرية المصرية تحكمها عقيدة ثابتة ومنهج راسخ لا يتحولا بتغير الظروف او باحلال قيادتها. (الرحمة والموضوعية ارجوكم - جيش مصر مش قناة المحور يا حضرات).
وده معناه كمان ان فلول نظام الاخوان اللي بيقولوا علي ثورة ٣٠ يونيو انها انقلاب عسكري، بيقروا بذلك بالتبعية المباشرة اشتراكهم في انقلاب ايضاً من سنتين لما هتفوا "واحد اتنين الجيش المصري فين"، ولما ارتضوا ورحبوا بحكم المجلس الاعلي للقوات المسلحة لمدة سنة ونص كاملين، ولما اشتركوا معاهم في ادارة المرحلة الانتقالية، وكانوا اكبر المهللين لهم وانكروا كل ما نسب لهم من تعديات وانتهاكات وتغاضوا عنها جميعاً بمقولات "الجيش مايضربش نار" و"الجيش عماد الوطن" وغيرها من العبارات المماثلة. واللي حيقول ان ثورة ٢٥ يناير دفع الشهداء دمائهم وارواحهم لانجاحها في حين ان ٣٠ يونيو ٢٠١٣ كانت نزهة محددة الموعد الغرض منها التبرير والتصوير، اذكره فقط بكل "الفعاليات الحشدية الاخوانية الموقوتة" علي مدار السنتين الماضيتين اللي الغرض منهم كان فقط اظهار الشعبية - وهو ما دفع القوي الثورية لاطلاق الهتاف الساخر من فصيل الاخوان: "ثورة ثورة حتي العصر". 
مما سبق يتضح ان "فلول نظام مبارك" و"فلول نظام الاخوان" هما فعلياً - ومع اختلاف اشكالهم وهويتهم - زي بعض بالظبط. هما الاتنين بس اللي اماكنهم ومواقفهم بتتغير، من دولتيين، لكنبة، لمعارضة، لثوار - حسب المتغيرات. وهما الاتنين بس اللي فعلياً وضمنياً دايماً رافضين الاعتراف بسقوط اوثنتهم ثورياً، ودايماً عايشين في حالة انكار للواقع الثوري، وبارعين في تزييفه بنظرياتهم وتبريراتهم، ومشككين بذلك في ارادة الشعب اللي بيدعوا انهم من يعبروا عنها. وهما الاتنين بس اللي كل ما الموجة تعليهم وتقربهم من الحكم تأخذهم الجلالة، ويتخلوا فجأة عن آدميتهم، ويتناسوا فجأة كل المبادئ التي كانوا يلصقوا انفسهم بها في مرحلة "النضال" من دين واخلاق ووطنية وانسانية، ويتساقطون في براثن التبرير الفاشي المفاجئ لقمع وقتل "الآخر" علي يد اجهزة الدولة الأمنية.
والغريب في الموضوع هو ان هما الاتنين - مع اختلاف المحطات والاعلاميين والكتاب والهتيفة، واحياناً حتي من ذاتهم (!!) - يتم تسخيرهم بنفس ادوات البروباجاندا الاعلامية الكاذبة الحقيرة "هي هي بالظبط"، التي تهدف الي تخوين وتكفير وشيطنة الآخر، حتي يظل هذا الانشقاق المجتمعي قائم، ويتم بذلك الحفاظ علي استمرارية العراك علي السلطة بين "الدولة الامنية الفاسدة ذات الصبغة العسكرية" و"الدولة الفاشية المستبدة - ايضاً - ذات الصبغة العسكرية". اي انهما لا يمثلان في الحقيقة الا واجهتان لعملة زائفة واحدة، تحول دون الارتقاء بمصر للمقام الذي تستحقه كدولة تحترم كل افرادها وتحافظ علي كرامة كل مواطنيها، وتكفل لهم جميعاً - مع اختلاف توجهاتهم - نفس الحقوق، وتملي عليهم جميعاً - مع اختلاف طبقاتهم - نفس الواجبات. وهو ما لن يحدث ابداً الا بخروج مصر من الدائرة المفرغة الحالية، الي دائرة حكم المصريين المدنيين لانفسهم بانفسهم.
لذلك فانا دائماً وابداً، والي ان نفهم كمجتمع مدني متعلم مثقف واعي (النخبة سابقاً) حقيقة المسئولية التي نحملها علي اعتاقنا تجاه من هم اقل حظ منا من اولاد الوطن، والي ان نتدارك خطورة الواجب الذي يمليه علينا هذا الوطن وعظمة الإرث الذي ينتظره منا ابنائنا، والا ان نتخلص من اخطائنا المتكررة المتلخصة في السماع لذات الاشخاص والسير خلف نفس الاصوات،والي ان نبدأ اخيراً في تنظيم صفوفنا خلف وطنيين محترمين، واعيين وفاهمين، وقادرين علي توظيف مواردنا وامكانياتنا من اجل تشكيل البديل الذي يتعطش الشعب المصري لظهوره - ساظل اكررها ولن امل من تكرارها: انا مش حيادي - انا ضد الاتنين.
وبالنسبة للي بيقولوا ان ده مش وقت الكلام ده خالص، وان الوطن في خطر، وده وقت الوقوف خلف القوات المسلحة فقط، ووقت التصدي للتعصب والارهاب فقط - احب اؤكد لكم ان بما ادعو اليه فاني اسعي فعلياً لانقاذ القوات المسلحة والحفاظ عليها، واني مدرك تماماً لخطر "فقدان مصر", واني ازعم بل واقسم بالله، ان هو ده بعينه وقت الكلام ده، ولو ماتقالش واتسمعش واتفهمش دلوقتي، ودلوقتي حالاً، يبقي مبروك علينا جميعاً الثورة القادمة - وما ادراكم جميعاً ما الثورة القادمة.
ويظل التحرك الايجابي هو الأمل الوحيد!

Sunday, June 16, 2013

ركز وبص قدامك - انت اللي سايق

بعد غزوة الصالة المغطاة، لاحظت ان كتير محبطين ومتلخبطين وبيفكروا ييأسوا. بدل ما اقول لهم ان اليأس خيانة، وافكرهم ان الحرية مش ببلاش، قررت احاول ابسط الموقف اللي كل الناس حللت امه لغاية ما طلعت منه عصير كاوتش ده، ويمكن لما نفهم صح، نتصرف صح.
 

ببساطة كدة احنا بقالنا سنين وعقود وقرون راكبين عربية ومالناش دعوة مين سايق بينا. كل شوية سواق يموت يقوم ييجي واحد بداله، واحنا زي العيال قاعدين ورا في العربية. كبيرنا نبتدي نصوت جعانين عايزين نوقف العربية ننزل ناكل، او زهقنا من الطريق القحط ده عاوزين طريق ملون شوية بقي، او مش عاجبنا ريحة وشكل بعض وبنشتكي من الزحمة ورا، وكل واحد عمال يتودد شوية للي بيسوق ويحاول شوية يرشي التباعين بتوعه علشان يطلع يقعد قدام، ومع كل سواق جديد يتبدلوا اللي قاعدين قدام وكل حاشية تتطبل للسواق اللي طلعها قدام.
 

المهم ان جه اليوم اللي كل السيناريوهات المخابراتية العالمية دبرت لنا ما يعتقد البعض انه اكبر مكيدة في تاريخ البشرية وتلاعبت بينا، وحتطلنا صباع الكوسة في الايس كريم، علشان نزن ونخبط بريجلينا في الارض ونقول عايزين من ده. فعملنا فعلاً اللي كان عمرنا ما عملناه، وقفنا العربية بالعافية، وشيلنا اللي كان سايق من قفاه، ورميناه برة العربية. بس بما اننا عمرنا ماكنا اتعلمنا سواقة، او بما ان الايس كريم ماطلعش ايس كريم، فاضطرينا نسيب شوية عربجية كانوا بيتعلموا السواقة من ورانا هما اللي يسوقوا، لانهم الوحاد اللي كانوا معاهم رخصة، مضروبة اي نعم، بس تعدي من اي لجنة محلية او دولية، واهه ماحدش بيدقق اوي طالما الرخصة متزوقة بشوية صناديق.
 

مشكلة الناس دول بقي والناس التانية اللي خططولهم وساعدوهم في الركوب وزورولهم الرخصة والناس التالتة اللي قاعدة بتخطط تسوق من وراهم لو خيشوا، هما انهم كلهم مافهموش حاجة اساسية عن طبيعة الشعب المصري، وهي انه ما بيصدقش وما بيؤمنش الا لما بيجرب بنفسه وبيشوف الحاجة بتتحقق قدامه، بس اول ما يشوفها بتتحقق بيبقي خلاص مصمم عليها، ومستعد يعيدها مليون الف مرة، لانه خلاص عملها فعلاً ونفعت فعلاً. ودلوقتي الشعب المصري عرف وتأكد عن تجربة انه ممكن يوقف العربية في اي وقت. وبما انه شاف دلوقتي وتأكد ان اللي سايق طلع غشيم واحمر من اللي قبله كمان، واصلاً شكله كبيره تباع مش سواق، قرر خلاص يوقف العربية تاني وينزله من قفاه هو راخر - وحيحصل. لو ماحصلش النهاردة حيحصل بكرة، ولو ماحصلش بكرة حيحصل يوم تلاتين، ولو ماحصلش يوم تلاتين حيحصل يوم تلاتة وتلاتين، لغاية لما يرحل، واقسم بالله العظيم حيرحل يعني حيرحل!
 

وعلشان مايتقالش عليا اني باحكي حواديت خيال علمي ولا قصص اطفال، احنا برضه لسة ماطلعناش رخصة، وياساتر استر علي اللي حينط يسوق بداله. بس الميزة اننا حتي لو ماطلعناش رخصة فاحنا خلاص قررنا مش حنقعد ساكتين ورا تاني، وقررنا مانخليش اي حد يسوق، الا لو بيعرف يسوق بجد. ومهما كان التباعين فتوات قاعدين قدام بيلموا البنديرة وبيحموا السواق، ومهما كان السواق واخد رخصة دولية من الجن ابن الجن ذات نفسه، فاحنا خلاص اكتشفنا ان فعلياً فعلياً فعلياً عمر ماحد حيعرف يسوق بينا طول ماحنا عمالين نتنطط ونزعق ونصرخ ورا في العربية وكل اللي لازم نعمله اننا نفضل نتنطط ونزعق ونصرخ ونتأكد ان ما يتخلقش طبقة تباعين قوية جديدة تحمي اي سواق غشيم تاني وتخليه يخطفنا واحنا قاعدين ساكتين تاني.
 

وعلشان اكيد انا طولت بما فيه الكفاية، وعلشان ماحدش ينام مني في آخر الحدوتة، اخش في الجد وهو ان انتوا بقي يا اصدقائي العظماء اللي حتححدوا مصر رايحة فين، ايوة انتم، مش الامريكان ولا الافغان والا العسكر ولا البتنجان، انتوا اللي حتقرروا بانكم ما تسكتوش وماتهمدوش وما تيأسوش وما تحبطوش، لان العربية لسة حتخيش كتير - ايوة للأسف. لسة حنعدلها من الحادثة يمين اللي احنا عملناها دي فحنهبد شمال، وبعدين حنلم جامد تاني فحنرشق يمين، في شمال، في يمين، في شمال في يمين، لغاية لما نتعلم السواقة والعربية تتعدل وتمشي صح في نص الطريق وتبطل تخيش بينا. ايوة هي السواقة كدة.
 

طب ليه كدة؟ وليه الحوادث دي كلها؟ لاننا شعب برضه فيه طابع تاني غريب جداً. وهو انه ما بيؤمنش ان النار نار الا لما تلسعه، وما بيؤمنش ان مش كل حاجة شبه الشوكولاتة تبقي شوكولاتة الا لما يدوق، فحنضطر للأسف نتلسع كذا مرة قبل ما نفهم ونتعلم، ولا مؤاخذة (او اكسكوزي موا) حناكل خرا كتير لسة لغاية لما نفهم ان مش كل حاجة بني تبقي شوكولاتة.
 

ده ايه الهم ده؟ وهي دي بقي الخطة العظيمة بتاعتكم يا ثوار؟ لا دي مش خطة، ولا مؤامرة، ولا فلسلفة، ولا بوليتيكا، دي الحقيقة. بس برضه لأ ما تعبناش ولأ مش حنحبط ولأ اليأس مش وارد، لان مهما كانت حياتنا متعكرة، ومهما كان اشكال السواق وتباعينه تقطع الخميرة من البيت، فماينفعش ابداً ننسي ان اكتر من الف ام والف اب مصريين عاديين، ربنا مامنش عليهم بثقافتنا ولا لساننا ولا اسلحتنا ولا مقاوماتنا، بس اداهم ايمان وصبر يهدوا جبال مخلينهم يقعدوا كل يوم علي سرير بارد فاضي ويفتكروا ابنهم اللي نزل قال تحيا مصر وما رجعش، ومايملكوش الا انهم يقعدوا يدعولنا نكمل مشواره، وهما بيقولوا حسبنا الله ونعم الوكيل.
 

فمهما كانت اصوات المحللين مضللة، ومهما كانوا تباعين سواق معين صوتهم تقيل علي قلبك، ومهما كان شكل الاستبن وهو بيجعر في وسط عشيرته كابس علي امعائك يا صديقي الوطني المحبط، اعرف وتأكد ان كل ده حلاوة روح وخيابة كواحيل، وان انت بالذات ما ينفعش تتلخبط او تزهق او تتوه او تحبط او تيأس او تشك حتي في قدراتك، لان في الحقيقة وفي النهاية وبفضل ابطال ثورة ٢٥ يناير الحقيقيين انت - مش حد غيرك - اللي باعمالك حتحدد مصر رايحة علي فين، وانت مش حد غيرك, اللي بقي سايق العربية.
 

معادنا يوم ٦/٣٠. يا ننزل نعيش او نموت واقفين - يا ما ننزلش, ونعيش زي الميتين لغاية لما نموت راكعين.

Tuesday, June 4, 2013

رداً علي الحوار الوطني السري, الثورة بتقول ذيع

١- لو كل اللي كانوا قاعدين في الحوار بتاع امبارح ده بما فيهم مرسي كانوا عارفين ان الحوار متذاع علي الهوا، وقالوا اللي قالوه ده اعتقاداً منهم انهم بيتصرفوا صح كدة كسياسيين، وطلعوا بعد ما اتفضحوا والناس ضحكت علي هيافتهم واضمحلال فكرهم يكذبوا ويدعوا انهم كانوا فاكرين ان الحوار سري، يبقي هنيئاً لكل من رفض الدعوة من الاول او تراجع عن قبولها في آخر لحظة، لانك مش لازم تبقي سياسي محنك او خبير استراتيجي علشان تفهم انه من الهراء انك تقعد تتكلم علي الملأ في مؤامرات ومكيدات وتخريب وعمل مخابراتي ورياضي (؟) وعسكري ضد اثيوبيا، وبعدين تبعت لهم وفد دبلوماسي يؤكد علي عمق علاقات الود والمحبة بين الشعبين الشقيقين.

٢- ولو اللي قاعدين ماكانوش عارفين ان الحوار متذاع علي الهوا، ومرسي كان عارف، يبقي لا يمكن باي حال من الاحوال اعتبارهم سياسيين او التعويل عليهم باي شكل من الاشكال، ويبقي هو قائد غدار بيضحي بكل اللي يقربوا منه من منطلق ان كل شيء مباح من اجل شخصه العظيم وما يراه المصلحة العليا للبلاد، وعلي اساس ان ده كان دهاء ما بعده دهاء، قال يعني يعرف الاثيوبيين ان السيناريوهات كتيرة والمعارضة شرسة وغدارة، انما هو اللي عاقل وطيب، وبعد كل اللي اتقال في الاجتماع، يقفل بالشعب الاثيوبي شقيق ومش حنعمل له اي حاجة طبعاً. واكيد مش حيغلب في مصالحة الحاشية اللي حتتدارك حكمته وتضحي من اجل البقاء علي قائمة المدعويين في الاجتماعات اللاحقة بسمعتها وتاريخها وشرفها السياسي.


٣- ولو علاوة علي كل اللي كانوا حاضرين، مرسي كمان ماكانش عارف ان الحوار متذاع علي الهوا، وباكينام ذاعته من ذات نفسها بالترتيب مع المسئولين الاعلاميين علي اساس ان دي شطارة وتأكيداً علي شفافية الرئاسة، يبقي مستحيل اعتباره رئيس للبلاد ولا اعتبار مؤسسة الرئاسة جهة مسئولة يمكن تحميلها مسئولية بلد بحجم مصر، واقل واجب حفاظاً علي ما تبقي من ماء الوجه (اذا وجد) انه يرفد كل المسئولين عن هذه المسخرة وعلي رأسهم باكينام ووزير الاعلام.


٤- ولو كانت باكينام نفذت بما فعلته تعليمات الحاكم الفعلي للبلاد ورئيسها المباشر المقيم بالمقطم، يبقي خطة التضحية بالاراجوز مستمرة من اجل المصلحة العليا للجماعة، وكون واحد طلع غير قادر علي تحمل المسئولية في بلد فهذا لا دخل له بما هو الاهم والاكبر وهو مشروع التنظيم الدولي اللي رافع لواء نصرة الدين في سعيه للسيادة والانتشار وزيادة النفوذ والمكاسب السياسية والمادية عالمياً، ويبقي ايام مرسي معدودة لانه زي ما توقعنا هو كبش الفداء اللي لازم الجماعة تضحي بيه علشان تفضل علي الساحة بعد فشل مشروع الرئاسة المصري المرساوي.


بغض النظر عن اذا كانت كل السيناريوهات الماضية متجمعة بشكل او بآخر او اي منها منفردة هي الحقيقة، او اذا كان مرسي وجماعته يشتتوا انظار الشعب عن السخط العام علي سوء ادارتهم للبلاد وعن حملة تمرد ويحاولوا خلق كارثة تستوجب الاصطفاف القومي ومن ثم تخوين المعارضين الذين لا تهمهم سوي مصالحهم الدنيئة وليس "مصلحة مصر العليا", فالواقع الوحيد هو ان مصر تستعد للخلاص من "كل العك ده" علي يد ابنائها المخلصين اللي ولا ليهم في المكايد ولا التدابير، ولا طمعانين في وزارة ولا خلافة، واللي بيبكوا علي حال البلد من قلبهم وبيتحسروا عليها بامانة واخلاص، وكل همهم بكل اختلافات توجهاتهم ان مصر تفضل مصر وتستعيد مكانتها وتحقق مطالب ثورتها وشعبها يعيش رافع راسه جوة وبرة.
 

بنقول من دلوقتي ومن غير لف ودوران: يوم ٣٠ يونيو الثورة حتذيع علي الهوا مباشرةً وبعلم الجميع.
يا تيجي تتصور معانا، يا تقعد طول عمرك تخطط وتتآمر في الظلام!

Tuesday, May 28, 2013

خطاب مفتوح للبرادعي وشفيق وحمدين وابو الفتوح وموسي - للكبار فقط

خطاب مفتوح موجه للسادة المحترمين الدكتور محمد البرادعي، والفريق احمد شفيق، والاستاذ حمدين صباحي، والدكتور عبد المنعم ابو الفتوح، والسفير عمرو موسي:

تحية طيبة وبعد،


حالة تمرد التي باركتموها وشجعتموها جميعاً بشكل او بآخر هي حركة شعبية احتجاجية يقودها الشباب، قد تفتح الباب علي مصرعيه من جديد لاختيار قيادة للوطن. ولكنها اذا نجحت لن تقود، ولن يترشح قياداتها في انتخابات. اذا نجحت سيكون الدور عليكم انتم مجدداً.
اقولها قولاً واحداً من الآن، اذا جعلتوا هذة المعركة القادمة مثل تلك التي سبقتها موقعة يتفتت فيها الشعب بحثاً عن منقذ، وينقسم فيها ابنائه علي من هو الاصلح فيما بينكم، فسوف تكونوا انتم السبب الحقيقي في ضياع الفرصة للخلاص مما تمر به البلاد.


ليس دور حركة تمرد، ولا دور المواطنين ان يفاضلوا بينكم او يتعاركوا حولكم في هذه المرحلة. اذا كنتم فعلاً علي مستوي المسئولية والوطنية كما عهدناكم وكما عرفتكم، فلتكن كل مجهوداتكم في الايام والاسابيع المقبلة فقط من اجل خلق توافق فيما بينكم علي من سيقود السفينة، ومن سيتولي اي موقع بجانبه، ومن حوله، حتي لا تساهموا مجدداً في شق الصف لمصلحة من لا يريدوا لمصر النجاة.
المعركة الرئاسية القادمة لابد ان تكون معركة ترشح، وليس معركة تصويت، ولابد ان تخوضوها انتم الآن، حتي لا يضطر خوضها افراد الشعب لاحقاً.
 

رؤيتي الشخصية التي طرحتها مراراً هي انه لا يمكن التوافق في هذه المرحلة الا علي نموذج الشراكة التالي:
ان يتولي الدكتور محمد البرادعي رئاسة الجمهورية لفترة انتقالية استثنائية واحدة لا تجدد، يتم خلالها اعادة كتابة دستور حقيقي ووضع البلاد علي الطريق الصحيح، علي ان يعاونه كنواب رئيس جمهورية، غير قابلين للعزل طوال الفترة الرئاسية، الفريق احمد شفيق مسئولاً مسئولية كاملة عن ملف الامن الداخلي، والاستاذ حمدين صباحي مسئولاً مسئولية كاملة عن ملف الاصلاح والتنمية، والسفير عمرو موسي مسئولاً مسئولية كاملة عن ملف العلاقات الخارجية والتعاون الدولي، والدكتور عبد المنعم ابو الفتوح مسئولاً مسئولية كاملة عن ملف المصالحة الوطنية.
 

اعلم كل العلم ان ما اطرحه هذا لا يتطابق مع النموذج التقليدي التي تعرفه النظم الديمقراطية في العالم، وانه قد يبدو نظري او صعب التنفيذ، ولكني علي يقين اننا جميعاً متفقون علي ان ما تمر به مصر ليس وضع طبيعي، واننا علينا التعلم من اخطاء الماضي القريب، واننا بحاجة لحل جذري غير تقليدي. واذا كان هناك درس واحد تعلمناه جميعاً من العامين السابقين، فليكن انه لا بديل للمشاركة من اجل تحمل المسئولية بنجاح، وان اي نظام يحاول الانفراد بالحكم سيفشل لا محال.

بما ان مصر في اشد الحاجة للم الشمل وليس شق الصفوف، وبما انها لن تهدأ ابداً طالما اعتقدنا ان نصف المجتمع سينتصر علي النصف الآخر, فبأيديكم انتم يا حضرات ان تمهدوا الطريق لهذا الشعب ان يتعانق ويتعاون مجدداً - اذا اخفقتم فليتولانا رب العالمين، واذا نجحتم فهنيئاً لكم حفر اسمائكم بحروف من ذهب في تاريخ هذه الأمة الي الابد.
 

مواطن مصري - محمد رؤوف غنيم

Friday, March 8, 2013

خمس خطوات من اجل نهضة مصر

مصر لن ينصلح حالها, وستظل في حالة عدم استقرار امني واقتصادي ومجتمعي, وفي حالة ثورة مستديمة, الي ان يحدث الآتي

1.تحسين حال المصري الفقير فوراً - من خلال تقنين للحد الادني لمستوي المعيشة من طعام وملبس ومسكن ورعاية صحية وتعليم, حتي لو ادت هذه القوانين الي المزيد من العجز في الموازنة العامة والي حالة من التقشف المؤقت وبعض التضحيات المالية المحددة للطبقات المقتدرة.


2.استعادة وسطية واعتدال المجتمع المصري - من خلال قوانين تمنع المتطرفين والجاهليين من بث سمومهم من المنابر الاعلامية او من المساجد والزوايا, وردع كل من يثير الفتنة بكل قوة, مع حماية طابع المجتمع المصري المتدين بفطرته.


3.تحقيق استقلال الوطن واستقلال الجيش الوطني من التبعية الخارجية - من خلال التخلي الفوري عن كل الديون والمعونات الخارجية التي تفرض سواء سراً او علناً اي قرارات سياسية او اقتصادية علي الحكومة المصرية, ومن خلال مشروعات قومية كبري, يشترك فيها المستثمرين الوطنيين مع الحكومة والمؤسسة العسكرية, مقابل صكوك ملكية خاصة بحد اقصي 49% لا يمكن بيعها او تداولها لغير المصريين.


4.تعمير الصحراء - سيناء اولاً, والصحراء الشرقية ثانياً, والصحراء الغربية ثالثاً - من خلال خطة تمليك للاراضي الصحراوية بالمجاني مقابل تقديم مشروعات لهيئة مستقلة من الخبراء تقيمها وتراقب علي تنفيذها, بالتزامن مع خطة قومية مرحلية لمد البنية التحتية للاراضي الصحراوية.


5.أعادة بناء الهيكل الاداري الحكومي والمؤسسات العسكرية الوطنية وتطهيرها من الفساد - وفقاً لخطة قومية معلنة وشفافة يشترك في وضعها وتنفيذها العاملين بها, تحت مراقبة واشراف منظمات العمل المدني الغير حكومية المصرية.
 

كل ما هو خارج هذا السياق فهو خيانة اخوان, علي عته سلفيين, علي ديكتاتورية عسكريين, علي تطبيل منافقين, علي هرتلة معارضين, علي تفلسف مثقفين, علي انانية رأسماليين, علي تضليل اعلاميين, وكله تحت اشراف الامريكان, وبمباركة اسرائيل, لضمان خراب مصر والابقاء عليها كدولة متخلفة منقسمة شحاتة ضعيفة.