Wednesday, December 26, 2012

قاطعوهم



تم في الايام الماضية نشر العديد من اسماء الشركات والمؤسسات, سواء المملوكة لجماعة الإخوان, او التي تساهم في تمويلهم ظاهرياً او من الباطن. وقام من نشروا تلك الاسماء بالمناداة بمقاطعة تلك الشركات. في حين علت اصوات الآخرين الذين اشاروا لعدم اقتناعهم بضرورة المقاطعة او جدواها او شرعيتها, والبعض الآخر زعم ان لا علاقة لبعض من تلك الاسماء بالاخوان, ولذلك فقد لزم التنويه بالآتي


اولاً - كل الانظمة الفاشية في التاريخ عملت علي توظيف اقتصاد الدول التي اعتلت حكمها لتمويل مشروعها القمعي, حتي يتيسر لها القدرة المالية المستديمة علي الانفاق علي مشروع البقاء في الحكم

ثانياً - "المهندس" خيرت الشاطر قاريء جيد جداً للتاريخ, وامضي سنوات من عمره في دراسة كل ما هو متعلق بآليات بناء الانظمة والقضاء علي معارضيها الحقيقيين. وبالفعل, هناك موجة توسع واقتناء وامتلاك وشراء واضحة وممنهجة من قبل الشاطر ومالك وشركائهم, للعديد من الشركات والمؤسسات, وبالاخص في القطاعين الاستهلاكيين الاهم والاكبر في مصر, وهما الاغذية والمشروبات \ والملابس الجاهزة

ثالثاً - من اهم واقوي سبل محاربة اي مخطط قمعي, مثل اعتلاء الاخوان لمقالد الحكم في مصر وعملهم علي استحوازهم لهذا الموقع في المستقبل القريب والبعيد, هو الانتقاص من القدرة المالية علي تمويل هذا المشروع السياسي بكل الطرق, بما في ذلك مقاطعة اي منتجات او محلات او شركات. المقاطعة الاقتصادية وسيلة احتجاجية شرعية وسلمية. ومن يعترض علي ذلك من منطلق ان مقاطعة "المصري" اياً كان فهو عمل غير وطني او حرام او ما شابه, فذكره بحمالات تمزيق شريحة اكبر واهم شركة محمول وطنية, واستبدالها بشريحة شركة اتصلات رأس مالها خليجي. ومن يقول ان هذا عمل يهدف الي زعزعة الاستقرار وتعطيل عجلة الانتاج وهدم الوطن وخراب البلاد, فذكره ان هذا "بالكلمة والحرف" ما يزعمه اي نظام فاشي مستبد لمحاولة تخوين معارضيه وعزلهم عن الشعب واضفاء صفة المخربين عليهم

رابعاً - في اي حرب دائماً ما يوجد خسائر للأسف - وعلي من لا يريد دفع الثمن الارتضاء بحكم العدو وقمع المستبد. ومع ذلك, فدعوني اؤكد لكم ان شركات ومؤسسات الاخوان لن تهوي او تفلس بمقاطعتنا لها ولن تضطر الي فصل موظفيها, ولكننا سنضعفها كثيراً حتي تقل مساهمتها للعمل السياسي. كما ان اي شركة قد تم اضافة اسمها لقائمة "عار" الانتماء للنظام الاخواني, وتريد نفي "تهمة" الموالسة لهذا الحكم الاستبدادي, فما عليها الا اصدار بيان اعلامي واضح يفيد عدم صحة ما يروج عنها من كونها "مدانة" بهذا. ويكون هذا البيان بصيغة محترمة غير عدائية للاخوان, بل موضحة بكل شفافية لمصادر تمويلها واسماء اصحابها, وكل قنوات صرفها لارباحها, وهو ما يستوجبه القانون التجاري المصري اصلاً

في النهاية - ومع ان الحرب خدعة كما يقولون - وان كل مؤسسة تستطيع نفي هذه التهمة كذباً واحتيالاً, كما ينفيها سياسيين واعلاميين كثيرين, ومع ان مقاطعتنا الشخصية لمنتجاتهم ومحلاتهم قد لا تنجح في زعزعة نظامهم, فيكفينا شرف اننا ساهمنا وسنظل نساهم في ايضاح مخطط احتكار الاخوان, ومحاربته بكل السبل السلمية المشروعة, وترسيخ مبدأ ان الانتماء لهم تهمة وشبهة ووصمة عار, واننا مصممين علي رفضنا كمصريين وطنيين احرار المساهمة باموالنا او باي شكل آخر, في حكم يهدف لتحطيم مستقبل اولادنا

قاطعوا منتجاتهم - لا تسكتوا علي استبدادهم - لا تصدقوا اكاذيبهم
الثورة مستمرة - المجد للشهداء
تحيا مصر

Sunday, December 23, 2012

كفاية ولولة من فضلك

مع كامل احترامي!!!
 

بس بدل ما حضرتك تقعد تصوت من نتيجة الاستفتاء اللي اكيد اي حد عاقل كان متوقعها, وتقعد تنظر ان الاحزاب لازم تتحرك وتنزل الشارع وتبتدي تشتغل بجد وبسرعة ومن دلوقتي علشان الانتخابات البرلمانية اللي جاية, وبدل ما تقعد برضه تنتقد وتردد ان كل الاحزاب منيلة وان جبهة الانقاذ معفنة وان الثورة هي الحل الوحيد, ارجوك تعرف ان اولاً الاحزاب عمر ما حتتبني مواقفك ولا تعمل بنصائحك ولا حيبقي ليها اي دور حقيقي ولا في السياسة ولا في الثورة طول ما حضرتك شخصياً مش عضو فيها, وان ثانياً ومع احترامي التام للحركات الثورية والنشطاء الفعليين الغير محزبين والنشطاء الالكترونيين المولولين فالاحزاب المشهرة الشرعية اصبحت للأسف هي الحل الوحيد لمواصلة المشوار سياسياً وثورياً.
 


بناءً عليه, ومن الآخر خالص, ومن غير لف ودوران, ومن غير لت وعجن عن هبوط اسهم التيار الطائفي الواضح والصريح في اعداد مؤيديه المتراجعة علي مدار السنة اللي فاتت, وعن قدرتنا الواضحة في التصدي لهم ثورياً وسياسياً, فإعلم يا صديقي الناقم علي ما نحن فيه اليوم, ان مصر فيها سبع احزاب "ثورية - وطنية - مدنية - فاعلة".
الاحزاب دي من "اليمين للشمال":
المصريين الاحرار - الجبهة الديمقراطية - الدستور - مصر الحرية - المصري الديمقراطي الاجتماعي - التيار الشعبي - التحالف الشعبي الاشتراكي.
 

كل دول عندهم مقرات في القاهرة الكبري, وفي كل مدن الجمهورية الكبري تقريباً, وموجودين فعلاً وبيشتغلوا بجد. وحتي لو هما لسة ما وصلوش للدرجة الفاعلة اللي احنا عايزينها, وحتي لو فيهم كلهم الانتهازي والوصولي والمتفزلك والغلس والغبي, فاسمحولي ان اجزم لكم بحكم معرفتي بيهم كلهم شخصياً علي كل مستوياتهم التنظيمية, ان كلهم نيتهم العامة صادقة واغلبية اعضائهم وقياداتهم هم من الوطنيين الشرفاء المحترمين, وهما في الآخر كلهم عايزين اللي انت عاوزه بشكل او بآخر, وكلهم محتاجين اعضاء فاعلين مشاركين نشطاء زي معاليك, علشان نتيجة الانتخابات اللي جاية وصدا المسيرات اللي جاية ترتقي كلها لمستوي توقعات حضرتك الطموحة.
 

فياريت ياريت ياريت, لو حضرتك تشوف بسرعة كدة ومن غير ما تضيع وقت كتير مين في الاحزاب دول هو الاقرب لك ولميولك ويتضمن من تثق فيهم اكتر, واتكل علي الله واختار, وروح امضي استمارة عضوية النهاردة قبل بكرة. ووانت واقف, إسأل علي فعاليات الحزب, وعلي لجانه, ولو عجبتك لجنة سجل نفسك فيها, وحط نفسك علي قايمة البريد الالكتروني بتاعة الحزب او بتاعة اللجنة, وخد اسم ورقم تليفون مسئول العمل الجماهيري في مدينتك او حتتك. ولو مالقيتش التجاوب اللي انت متوقعه او حسيت انك مش في المكان الصح, امشي علي طول وروح حزب تاني من السبعة واعمل الكلام ده. المهم ماتروحش بيتكم الا وانت عضو عامل في حزب سياسي مصري.
 

ومن اللحظة دي, اربط كل حاجة انت بتعملها بفعاليات الحزب ده. ادفع اشتراكك فيه. طلع كارنيه عضوية. احضر كل مؤتمر. شارك في كل المناقشات وكل القرارات, وحتي لو ماعجبككش راي الاغلبية ارتضي بيها, وشارك في اي انتخابات داخلية وخارجية.
 

مافيش حل تاني, مستقبل مصر في ايدك انت - مش في ايد البوب ولا حمدين ولا نجيب ولا حمزاوي - كفاية ولولة - يالا نشتغل بجد.
الثورة مستمرة!!!!

Thursday, December 20, 2012

رسالة الي سكان الجيزة

خلااااااااص بقي, خلص وقت التنظير السياسي والمزايدات الثورية

انسوا اي حاجة اي حد قالها. انسوا اي تنظير عن فرصنا الغائبة او النتائج المحسومة. انسوا اي هفوات او سقطات لقيادات سياسية ونخب تليفزيونية. طالما ارتضينا كلنا بالقرار الجماعي اننا حنشترك, يبقي نشترك كلنا بقلب جامد ونشترك صح. طالما قررنا اننا حننزل ارض الملعب, يبقي نكمل الماتش للآخر!

ومع ان الارض ارضهم والكورة كورتهم والحكم حكمهم, فالواقع اللي مش ممكن حد ينكره, هو اننا ابدعنا في الشوط الاول وستات مصر ورجالتها لعبوا بيهم احلي لعب, لدرجة ان الحكم فضح نفسه وبقي شكله عرة علشان يطلعهم متقدمين بفرق لا يذكر. وحتي لو فيه ناس اشاروا الي انهم يمكن يكونوا بيجروا رجلينا علشان ما نتقمصش وننزل الشوط التاني اللي ناويين يخلصوا علينا فيه, فده مش مهم دلوقتي. الواقع هو اننا لعبنا ودلوقتي حنكمل الماتش. والمدهش في الموضوع هو اننا لو دوسنا علي نفسنا وكملنا تألقنا في الشوط التاني, وكلنا نزلنا ونزلنا كل اللي نعرفهم معانا, وحشينا صناديقهم باصواتنا, يبقي ال"لأ" بتاعتنا حتشلهم في الملعب وحنخلص عليهم بإذن الله.

خطة الشوط التاني ببساطة:
هما مطمنين لبني سويف والبحيرة والفيوم, بس احنا لينا فيها جدعان مش حيسكتولهم ان شاء الله, وابطالنا في بورسعيد ورجالة كفر الشيخ والمنوفية جاهزين علشان يعملوا معاهم احلي واجب وحيخلوا ال"لأ" تطلع من ودانهم بإذن الله. وبما ان القليوبية والمنيا وقنا الاصوات حتبقي متوازنة,
يبقي ده معناه من الآخر كدة ان اهل "الجيزة" هما اللي حيحددوا نتيجة الماتش كله!

سامعين يا اهل الجيزة؟ يا اهل الدقي, وامبابة, والعجوزة, والمهندسين, والهرم, وزايد, واكتوبر. ايوة انتوا. الكورة متقشرلكم من اهل القاهرة والغربية والدقهلية والاسكندرية, والجون مفتوح علي الآخر, وانتوا اللي حتجيبوا آخر جون وتنقذوا مصر كلها ان شاء الله. ولو انتوا عملتوا الصح بعد بكرة - واستكملتوا الثورة باصواتكم - يبقي يا إما حنعمل المفاجأة, يا إما ده حيبقي آخر ماتش يتلعب بقواعدهم وعلي ارضهم وبحكمهم ان شاء الله.

كل صوت ب"لأ" حيشد الحبل حوالين اعداء الوطن. ارجوكم كلكم ماحدش يقعد في بيتهم يوم السبت الجاي. ولو انت ساكن في القاهرة يبقي انزل وصل جيرانك اللي في الجيزة (او القليوبية) وغلس عليهم وتأكد ان ماحدش فيهم يأنتخ في بيتهم!

طالما بيسألونا نعم ولا لأ - وطالما احنا نزلنا ولعبنا - يبقي خلينا نقلبها لأ بجد علي دماغهم - ونوريهم اللعب يبقي ازاي.

خلص الكلام.

Tuesday, December 18, 2012

افتي وكفر واهتف - هو ده بجد تمامك

هو إيه كم الإنفصام اللي مجتمعنا بيعاني منه ده؟
 


هاريين نفسنا حوارات وصراعات مع ناس متخلفين اصلاً عن ضرورة التشبث بالدين والقيم الاصيلة للشعب المصري, وبنصوت علي دستور فاشي بيسمح للدولة والمجتمع التدخل لحماية تلك القيم من ما قد يخدش حياء المصريين المؤمنين المؤدبين, ومستحملين بسلبيتنا الصارخة التعدي السافر علي طفولة بنات مصر اللي مايفهموش يعني ايه حضن وبوسة اصلاً بتحجيبهم قهراً علي اساس ان ده حماية لهم من الذئاب البشرية, وفي نفس الوقت, كل الفضائيات بما فيهم (وبالذات) محطات الطائفيين, طول اليوم مشغلة اعلانات منشطات جنسية, بطريقة مبتذلة واسفافية حقيرة, تروج لفكرة ان الرجولة الحقيقية في الاداء الجنسي الوحشي, وتجعل من هذا مادة للسخرية والضحك والقلش والمسخ.
اولاً: الضعف الجنسي مرض خطير وله مسبباته الجسدية والنفسية والمجتمعية التي يستطيع الطب بافرعه التعامل معها علي اساس علمي ومنهجي, وليس اهتزاز في الشخصية او "مياعة" علينا التعامل معها بهذا الاسلوب الشعبوي الهزلي الجاهل.
ثانياً: انه من قمة الاعتداء علي قيمنا المجتمعية المتدينة المحافظة الحقيقية (ايوة انا ليبرالي - بس انا ليبرالي مصري مش هولندي) ان تطل علينا هذه الاعلانات طوال اليوم كأن هذه المنشطات شيبسي او جبنة بيضة, متجاهلين بذلك ان ذلك يمثل خدش صريح وسافر لحياء القطاع الاعظم من شعب مصر, بما فيهم شيوخنا وسيداتنا الذين تربوا علي ان مثل تلك الامور لا نتحدث عنهم علناً, وان ذلك يمثل ايضاً تعدي سافر علي طفولة ابنائنا وبناتنا بمواجهتهم بمثل تلك الاعلانات, ونفرض عليهم بذلك الخوض في مثل هذه الامور والسؤال عنها, بل ونجعلهم يرددوا عبارات اعلاناتها ظناً منهم ان في ذلك خفة دم او قلشة صايعة, مغتصبين بذلك فعلياً طهارة طفولتهم عن طريق تعريضهم لما هم غير مؤهلين لتفهمه او التعامل معه بعد.
ثالثاً: ما هي الجهات الرقابية التابعة لقطاعات الصحة الرسمية التي قامت باختباراتها علي تلك العقاقير حتي نضمن سلامة من يستهلكها قبل تداولها والاعلان عنها؟ واذا كان تم الترخيص لها, فهل تم اختبارها بالشكل الكافي فعلاً؟ خصوصاً ان هذه المنتجات يتم استهلاكها بشكل مفزع وبدون رقيب او حسيب. يعني اكننا بنبيع شوكولاتة او شامبو بالتفاح, وده مع العلم انه من المعروف ان الفياجرا, التي هي انقي واجود تلك المنشطات علمياً, يحكم استهلاكها دولياً عن طريق حظر بيعها بالصيدليات الا بروشتة طبيب, لان اعراضها الجانبية قد تصل الي نوبات قلبية او جلطات, نتيجة للتنشيط الغير طبيعي للدورة الدموية.
رابعاً: هل تعلموا ان هؤلاء الطائفيين بتوع تطبيق شرع الله هم القطاع المستهلك الاكبر لتلك العقاقير, حيث انهم يجدوا في ذلك اولاً التعويض الوحيد عن افتقارهم لابسط اعراض الرجولة الفعلية لانهم لا يملكوا اراء او مواقف خاصة بهم بل عليهم اتباع وطاعة من يقودوا قطيعهم, وثانياً وهو الاهم انهم يجدوا في هذه القدرة الجنسية المكتسبة الصناعية تبرير علمي فقهي ديني علي "المقدرة" علي تعدد الزوجات والتغيير فيهم بنفس معدل تغيير المصريين الطبيعيين للفنجان اللي بيشربوا فيه النسكافيه الصبح.
ارجو عدم الاستخفاف بهذا الكلام والتفكير فيه جدياً, بل والتفكير في ما هو اهم بكثير من اولاً وثانياً وثالثاً ورابعاً, وهو اننا للأسف الشديد, كلما تقربنا كمجتمع من عقيدتنا وتعاليمنا الدينية وقيمنا المحافظة شكلاً, كلما ابتعدنا عنها جميعاً, وعن ما هو اهم منها كلها, وهو "آدميتنا", فعلياً ومضموناً...

Monday, December 17, 2012

Check mate or stalemate?

Am I the only one in Egypt who thinks we did almost TOO GOOD and TOO FANTASTIC on the first round of the referendum? Doesn't everybody see that we did SO GREAT, that despite the fact that they control the ballots and the counting, and despite the fact that they had predicted that we only control a lousy 10% minority at best, it actually looks like we "forced" them to announce an amazing 43% NO to
their constitution draft!

That being said, and despite the fact that it may look like we have an actual shot at bringing down this constitution in the second leg, does anyone else but me slowly develop the suspicion that they might be hypnotizing us with this positive midway result, so they can pull us into the second leg, where they will "kill" us? And if we assume that to be the case, doesn't it make sense to at least seriously consider the option of forcing a "stalemate" instead of making a dead draw move, and than find ourselves facing their "check mate"?

In other words, and away from chess jargon, I am claiming that RIGHT NOW may be the best time ever, and thus the RIGHT time to "declare victory", and to "quit while we're ahead". 
I claim that our national front should come out now and clearly announce that we've proven beyond the shadow of a doubt:
1.that this illegitimate draft has failed to get national public backing and consensus as they claimed
2.and that we as an opposition do not represent that ridiculous 10% minority as they claimed
3.and finally that their obvious flagrant cheating in the first round is reason enough for us to be certain that they will force the result they want in the second leg
and that we therefore are herewith stopping our participation in their referendum as of right now, and that we declare it finished and failed, and officially call for everyone not to go cast their votes in the second leg!

This way, we take the win, and they can take their constitution and officially shove it up their ekhwani ---.

Please think about it slowly, and read it over again at least once before you start bashing me. And do realize, that just today I posted a video stating that we did great and that we should be proud of ourselves, and that we should believe in our chance. BUT this doesn't stop me from allowing my mind to ponder about the broader perspective and to consider alternative strategies and better moves.

So, what will it be, stalemate or check mate?

Wednesday, December 12, 2012

A population without leadership


Good morning. 


As obviously Egypt has become a nation of political experts, and since once again, i find myself facing a wall of people intent on arguing and discussing and insisting on what they presume to be right, and since once more i know for a fact and without the shadow of a doubt that what they are saying will lead us where we have all been before many times, and since we have already gone through all the reasons in length why i think participating in this referendum is completely ridiculous, and since those who call themselves the political force or who some see as their leadership still have not managed to understand what a free population expects from their political LEADership, i decided to jot down my stance clearly this morning in this open letter, and then keep my mouth shut about this bloody referendum for good until it's over.


My dear respected friends at the leadership of the salvation front, I have the following very simple questions for you:
Why exactly did you ask people to hit the streets yesterday?
And why did you hope for the judges to hold their patriotic stance and not participate in supervising the referendum?
And what was it that you were planning to do if these two things happen?

Because i'm not sure you noticed, but the presidential palace WAS besieged again last night through tens if not hundreds of thousands, and the judges DID much more than you expected, to the point that they forced the high council of elections to split the referendum on two days because they dont have enough of "their" judges to run the "show". And on top of that, they WERE stupid enough to come out and declare this while the masses were still on the streets. And as if God is sending you even more signals, should you have missed out for some mysterious reason on the obvious ones, the IMF openly declares on the same day their refusal to pay out the loan promised to the Egyptian MB government.

And? Yes i ask, and...? Where were YOU? What did you do with all those gains? Nothing? Not one word. All this not enough reasons to escalate with a powerful strong blow? The regime was about to crumble last night. You didn't see that? Really? Couldn't you tell that all it needed was for you all to come out in the middle of those crowds at the palace and declare that the Salvation Front decides to escalate and call for a sit-in right here and now and not break it up until this referendum is cancelled? Didn't you sense that that was the last opportunity to come out clearly and say NO to the whole process and not to the question asked in the referendum?


AND, the much more important line of questions, IF you believe with all your political knowledge and all your great wisdom, that going and participating now and saying no is the way to go, WHY calling for protests in the first place, and WHY waiting for the judge's stance, and WHY the big speeches, and WHY did you refuse to go negotiate with the regime for better terms such as force a delay, IF you were planning anyway to accept at the end? 


My dear friends the so-called leaders of parties like El Dostur and El Masry El Democrati and El Tayar El Sha3bi and El Masreyin El Ahrar, what were you expecting? Do you really believe this bullshit about this being a long fight and this being a win by points not knock out. We did not win SHIT. You just didn't have the balls to risk your political careers. We could have blown this referendum away with a precise strong knock out punch last night, and you know that very well, unless you're blind. But sorry to say it like that, you let us down. 

So, mark the 11th of December on your calendar. Not because of anything major for you. Not because your career was ruined God forbid. Not because anything bad happened to you or your party God forbid.  Mark it simply because that is the day you lost the vote of one simple Egyptian called Mohamed Ghoneim.

Now that i have said that, i ask everyone to stand united and fight whatever fight you decide to fight. I pray that i am wrong about the result being already set at around 65 to 67% yes, and i declare myself from this moment a silent soldier in the back rows in the campaign to get people to say no. So good luck to all of us. Give it your best. Talk to people on the streets and do not make the big mistake. Do not use religion at all in your campaign. Explain to the people that this constitution does not protect their rights and will not make them lead a better life and will cause more tyranny by the police and will make the ekhwan stay in power forever and will cause a lot of much longer chaos in all our lives. Explain to them that if they want to live a decent life, if they want their rights to be really guaranteed, if they want peace and estekrar, that the should by all means not let the ekhwan push us into more of all their chaos with this very weak and bad constitution. That's the only way to go, because you must always make it clear, we are all not fighting article 2 and we all want Islam, this has NOTHING TO DO WITH WHY WE MUST ALL SAY NO. Otherwise, we might just as well go say yes ourselves.

God bless every single one out there who risked his life and got beaten and stumped on and followed the call for freedom. God bless every Egyptian citizen who fights for what he believes even  if i disagree with him. God bless our wonderful country. And God FORGIVE our political leadership.

Mohamed Ghoneim
12-12-12

Tuesday, December 11, 2012

شعب عظيم - ثورة عظيمة

صباح العيش من غير ذل لكل محروم، والحرية من غير وصاية لكل مغلول، والكرامة من غير شرط لكل مقهور، والعدالة اللي يحس بيها كل مظلوم. صباح ثورة مصر العظيمة الاصلية الحقيقية، مش المركوبة الملعوب بيها المخطوفة الطائفية التعبيرية. صباح حق الشهيد في تحقيق حلمه ومحاكمة اللي غدر بيه ودبحه، مش التجارة بدمه واستغلال فقر اهله والتماحيك في صورته. صباح الامل في وطن حر يساعنا كلنا ويحبنا زي ما بنحبه، مش بلد أسير يهين اللي يحبه ويحب اللي يهينه. صباح شرع الله والشرعية وارادة الشعب والديمقراطية اللي بجد، مش الضحك علي الدقون واستغلال الفقر والجهل والسطو علي امة بصندوق من غير حق. صباح السلم والسلمية والسلام بقوة وعزة نفس وشرف، مش التسليم للعنف والاستسلام للزعر والارهاب من كتر الرعب والقرف. صباح الخير عليكم، صباح الحب بيننا، صباح الثبات، صباح الصمود، صباح الايمان بالله وبالوطن، صباح الثورة.

ايمانك ووطنيتك وكلامك علي العين والراس. بس النهاردة مش حيشفعلك اي حاجة انت مؤمن و مقتنع بيها مهماً كانت عظيمة, ومش حتنفعنا اياً من الشعارات والمباديء اللي انت ماشي تهتفت بيها, ومش حتنجحنا ولا كلمة من كل الحوارات والمناقشات التي انت خضتها وكل الستاتوسات والتويتات العظيمة اللي انت حشدت اللي حواليك بيها. كل ده مالوش اي لازمة لو النهاردة انت ما عملتش بالكلام ده، ونزلت وريت للدنيا كلها ولاي حد لسة مش فاهم، مين هو المصري العظيم بجد.

ايوة, المصري عظيم والشعب ده كله عظيم. ايوة وطني ومؤمن ومحترم وعظيم. احنا اكتر ناس بنهين نفسنا، وبنقول المصري كدة وهو كدة وحيفضل كدة، ونقعد نحبط نفسنا ونقول مافيش فايدة فينا، واحنا مش واخدين بالنا اننا فعلاً شعب عظيم. حتي لو كنا فوضويين، حتي لو كنا همجيين، حتي لو كنا مش منظمين، حتي لو كنا مش شيك، وحتي وحتي وحتي وحتي. احنا شعب عظيم لان بالرغم من كل اللي احنا فيه، احنا برضه من جوانا مؤمنين ومسالمين ومحترمين وبني آدمين حقيقيين. احنا مهماً فرق بيننا برضه ما بيهونش علينا بلدنا ولا حد من ولاد بلدنا. ومهما اختلفنا ولا حتي كرهنا، بنرجع نتصافي ونسامح ونحب زي واكتر من الاول بكلمة. احنا شعب عظيم قهر فرعون مستبد وواقف للي بعده بنفس الصلابة. احنا شعب عظيم ما بيتعبش من الكفاح ولا بيسكت علي الظلم, ومن ساعة ماعرف الطريق خلاص قرر ان عمر ماحد حيقهره تاني ولا يذله تاني ابداً مهماً كان التمن.

احنا شعب عظيم بشبابه اللي فاتحين صدرهم للموت وهما فرحانين وراضيين, اللي شايلين ثورة ضد الظلم علي كتافهم اللي لسة ماداقتش عدل, اللي بيحاربوا ببطولة ويهتفوا ويهزوا جبال في الشارع بس يروحوا يسمعوا زعيق امهم ومايفتحوش بقهم احتراماً واخلاقاً, وكل ده مع انهم شايفين العالم كله عايش ازاي وشايفين صور الشباب برة المتلمعة وعاملة فيها يا ارض تهدي ما عليكي ادي وهما يخافوا يعملوا للحظة واحدة بس واحد في الالف بس من اللي شباب مصر العظيمة كله بيعمله كل يوم وطول اليوم.

احنا شعب عظيم بستاته الجبارة اللي بتصون كرامة جوزها حتي وهو قاهرها وبتربي عيالها بحب وبتشيلهم في عينيها وتستحمل كل غتاتهم ولذاجتهم, وهي اصلاً ممشياهم كلهم وممشية بلد بحالها وشايلة اقتصاد وطن علي كتفها بوظيفتها او شغل بيتها او الاتنين سوا وكمان بتربية عيالها, وبرضه نازلة في وش الرصاص والغاز والطوب وبتحارب زي اعظم ابطال الاساطير, وترجع بالليل خالص تشيل المكياج و تغسل شعرها او توضب البيت وتغسل هدوم عيالها, علشان تنام وتصحي تاني يوم تبتدي كله تاني من جديد عادي عادي اكن اللي بتعمله ده اقل حاجة في الدنيا.

احنا شعب عظيم بجدوده وشيوخه اللي البلد ما ادتلهمش علي اد نيتهم واللي البلد ما كافئتهمش علي اخلاصهم واللي البلد ما داوتهمش لما مرضوا وتعبوا بس هما برضه مش بخلانين عليها ونازلين علي عكاز وفي كرسي وبيهتفوا بيها وبترابها علشان حبهم ليها ماتهزش لحظة مهما قست عليهم وعلشان عارفين ان اولادهم وولاد ولادهم لازم يفضلوا يحبوها زي ما هما مستعدين يموتوا في عشقها.

احنا شعب عظيم بضعفائه واقلياته اللي عمرهم ما اصطادوا في المية العكرة ولا حاولوا يخرقوا صفوفنا ولا استقووا بحد غير الله علشان ينصفهم, ونازلين النهاردة وكل يوم من غير غل ومن غير حقد, ومستعدين حتي يموتوا فدا واحد ممكن يكون هو اللي ظلمهم او قهرهم في يوم من الايام لانه من الاغلبية وكان موهوم ان هو صاحب البلد وهما ضيوف عليه.

احنا شعب عظيم برجالته اللي شايلين هموم بيتهم وولادهم واهلهم واصحابهم وبلدهم ووطنهم ودينهم ومستحملين غتاتة مديرهم وشريكهم وزميلهم, وبيكافحوا علشان يراعوا كل اللي حواليهم, وبرضه واقفين للظلم حتي لو علي دماغهم, وماشيين في الشارع بالعرض معليين صوتهم وبيجعجعوا ويشخطوا وعاملين فيها ميت وحش في بعض وسي السيد الجبار, وهما من جواهم قلب بفتة بيضة وحنية الجنين اللي مابيقواش اللي في حضن امه واهله واصحابه.

عظيم يا شعب. عظيمة يا بلد. قوم يا مصري وهز الوطن.

Friday, December 7, 2012

حوار إيه وزفت إيه

حوار إيه اللي انت جاي تقول عليه؟ حوار ايه اللي بيروجله المنافقين المضللين ده؟

مافيش حوار الا بعد الغاء الاعلان الدستوري والغاء الاستفتاء. المظاهرات والاعتصامات لن تتوقف الا بعد الغاء الاعلان الدستوري والغاء الاستفتاء. الانتفاضة في الشارع المصري ستستمر الي ان يتم الغاء الاعلان الدستوري والغاء الاستفتاء.

القوي السياسية والاحزاب والشخصيات اللي حتروح تقعد وتتحاور مع الريس بتبيع مصر وثوارها واحرارها عن عمد وقصد. وزي ما قلنا ايام انشاء الجمعية التأسيسية اللي حيروح يبقي بيديهم الشرعية, وحيبرر اي حاجة يعملوها فينا بعد كدة من منطلق ما انتوا كنتوا قاعدين وراضيين، زعلانين ليه بقي. ثم ان الحوار لا يكون بعد اغتصاب الحقوق والحريات. الحوار يكون قبل الاجراءات والقوانين وليس بعدها. الحوار يكون للوصول لتوافق وليس لارضاخ الغير علي قبول واقع.

هذا الحوار الذي ينادي به محمد مرسي هو ذاته الحوار التي تدعو اليه اسرائيل كل مرة بعد ما تقوم باغتصاب قطعة جديدة من الاراضي الفلسطينية، وهو ذاته الحوار التي ينادي به الصهيونييون كل مرة بعد بناء مستوطنات جديدة تخلق وضع حتمي جديد لا يمكن تغييره, ثم تدعي انها مسالمة وترغب في التفاوض. الغبي فقط هو من يرضي ان يتلاعب الآخر به. لن ندعك تبني مستوطناتكم يا اخوان. يا اما تحترموا حقوقنا وحرياتنا من الآن ونعيش سوياً كشركاء في هذا الوطن الذي بدأتم تخربوه, يا إما لكم منا معاملة العدو المغتصب. كفاية ضحك علي البسطاء والمهزوزين - لا حوار قبل الغاء الاعلان الدستوري والغاء الاستفتاء. نحن لسنا اغبياء

وبالنسبة للي لسة مش شايفين الاخوان علي حقيقتهم، واللي بيقولوا كفاية مظاهرات وعاوزين نخلص وخلونا نقعد نتكلم علشان نشوف حل, ارجوكم ارحمونا. حزب الاخوان اللي اسمه الحرية والعدالة نجح في اقل من 5 شهور انه يبهدل كل المفاهيم المتعلقة بالحرية والعدالة. الحرية اللي بيقمعوها باغلاق الفضائيات، وحجر الاقلام والاصوات الحرة، وتحويل الصحف القومية من منابر لمبارك لمنابر لبروباجندا اخوانية، ومظاهرات ميليشياتهم وانصارهم عند مدينة الانتاج الاعلامي لارهاب العاملين بها. والعدالة التي اغتصبها نظامهم الفاشي بارسال كتائب للمعارضين وقتل الابرياء منهم ثم الادعاء انهم المجني عليهم, من منطلق ضربني وبكي وسبقني واشتكي. العدالة التي كممها الاعلان الدستوري بتوغل الرئيس في استقلال القضاء عن طريق عزل وتعيين القضاة، وبتحصين فرماناته ضد اي مسائلة عن طريق منظومة العدالة في الدولة، وبمظاهرات انصاره عند المحكمة لدستورية لمنع قضاة مصر من عملهم.

اما اللي يقول يا جماعة سيبكم من الفوضي دي وخلونا نرتضي بقواعد الديمقراطية ونركز في الاستفتاء، يبقي لا مؤاخذة جاهل بابسط قواعد الديمقراطية مثل الشفافية والمعلومة الصحيحة ووضوح البدائل والنزاهة. وكلها مقومات لا وجود لها في هذا الهراء الاجرامي الذي يسمونه بالاستفتاء المزمع حدوثة يوم ١٥ ديسمبر. فكيف لمن لا يقرأ ولا يكتب ان يبدي رأيه في اكثر من مئتي مادة قانونية، الجملة منها او اللفظ الواحد قد يغير معناها كلياً، خصوصاً وانه كمواطن مصري عادي لم يكن هناك من يمثله او يدافع عن مطالبه الحقيقية داخل هذه الجمعية التي وضعت هذا الدستور؟ وكيف لشعب لا دراية له باهمية الدستور ولا بخطورته علي مستقبل اولاده ان يترك فريسة دون اي رقيب وحسيب لمن يضلله عمداً بتداعيات كاذبة عن الدين والشريعة والكفر والالحاد لا دخل لها بدستور البلاد؟ كيف لمواطنين ان يختاروا بين نعم ولا، وهم لا يعلموا بوضوح ومسبقاً تداعيات النعم واللا نصاً وقانوناً، وليس عن طريق تصريحات من هذا او من ذاك كأننا اطفال نتلقي الدروس من مدرسة بالحضانة؟ واخيراً كيف لنا بعد ما رأينا باعيننا قدرة الاخوان المسلمين وهم لا يحكمون علي التزوير والتدليس وشراء الاصوات وتوجيهها بالكذب والتعدي علي قواعد العملية الاجرائية لاي استفتاء او انتخابات ان نأتمن للعملية الاستفتائية القادمة وهم الآن قد اصبحوا في الحكم والصناديق قد باتت في احضانهم والقضاء قد اعلن عن عدم اشرافه علي العملية برمتها؟ هل من عاقل متعلم ناضج فعلاً مقتنع ان مهماً كانت نيات الشعب اليوم في التصويت, ومهماً ذهبت اليه الاصوات فعلياً داخل الصناديق, ان النتيجة ممكن تكون اي حاجة غير نعم؟؟؟؟؟؟

سواء جاء عنوةً او بالانتخابات, الثورة علي الحاكم المستبد واجب وطني وحق شرعي. والحرية اغلي من ان نضحي بها من اجل عبارات رنانة وزائفة عن الديمقراطية يسيء استغلالها المغرضين عمداً ولا يفهم مردديها معناها. استقيموا يرحمكم الله. الثورة مستمرة. مافيش تفاوض. مافيش حوار. الغاء الاعلان الدستوري والغاء الاستفتاء, وبعدين نقعد نتحاور للصبح ونضع سوياً معايير حقيقية للتحول الديمقراطي. واذا كانت بعدها ارادة الشعب اننا نجيب موسوليني وهتلر مع بعضهم يحكمونا, فليكن....

مافيش حاجة اسمها إسلاميين


إسلامية إسلامية شعار عظيم لا يقلقني ابداً - اذا فهمه مردديه. ولكن ما لا اقبله, ولن اقبله, ولن يرغمني احد علي قبوله الي آخر يوم في عمري, هو ان يشوه اهل الجهل (وليس العلم كما يدعون) جوهر الإسلام ويسفهوا رسالته العظيمة ويبعدونا عن معانيه السامية النبيلة, ويبدلوها بمفاهيمهم الدخيلة عليه مثل الكراهية والعنف والطائفية والظلامية والفاشية. وللأسف الشديد هذه هي رؤية اهل الجهل الذين تركناهم منذ عهود يتحدثون باسم الإسلام, وأخلينا الساحة لهم لكي يستحوذوا علي فكر البسطاء ويشوهوا بذلك في عقيدتهم كيفما شائوا. نعم, هجرنا المساجد وأخلينا المنابر وتركنا الساحة لهم لكي يفسدوا فيها دون رقيب الي ان اصبحنا نحن المسلمين مثل الغرباء في بيت الله, نذهب لأداة الصلوات علي استحياء كالضيوف في بيوتنا.

وايام كنت احذر من ذلك علناً وبوضوح وبصوت عالي (كعادتي), من قبل اندلاع الثورة وفرض هؤلاء انفسهم علينا في حياتنا وفي ديارنا بكثير, كان يسكتني الكثيرون ويقولوا لي "عيب دول برضه علماء دين". بل وكان يزجرني وينهرني البعض بقوة, لاني كنت احذر منهم صراحةً واجهر اني لا اعترف بالكثيرين منهم, مع اني مسلم مؤمن بعمق, بل ومتعصب لنصرة ديني الحقيقي, مؤدي لعباداته وان سهوت, متمسكاً بتعاليمه ولو اخطأت. كنت ابرر ذلك باننا لو سكتنا سوف نندم كثيراً علي حياتنا وحرياتنا, وان رضينا سوف نرضي الي الأبد بضياع ديننا العظيم. كان اصدقائي يقولوا لي "خلي بالك من اللي انت بتقوله كدا غلط" لأني كنت اقول واصرخ واردد ان ما يقوله هؤلاء من اراء وتفسيرات ليس منزل, وواجب علينا التفكير فيه والتناقش فيه وعدم التسليم به, حتي لو اسكتونا بذريعة اجماع العلماء, لأن ربنا اهدانا عقل نفكر به, وطالما اجتهادنا صادق وليس مغرض ولا من اجل تضليل الغير فهو مطلوب بل وواجب.

لذلك, وقبل ان نسيء فهم اهمية اللحظة التي نعيشها اليوم, ونعتقد انها خلاف سياسي, ادعوكم جميعاً من قلبي: يا أهل الاسلام - يا أهل محمد - دافعوا عن دينكم قبل ان تدافعوا عن وطنكم. دافعوا عن سيرة نبينا عليه الصلاة والسلام, قبل ان تدافعوا عن قياداتكم السياسية. دافعوا عن كتابنا الكريم, قبل ان تدافعوا عن كتب حقوق الانسان. لماذا اقول هذا؟ لاني اعلم علم اليقين, وأؤمن ايمان دافيء مطمئن قوي عميق, ان الله حق, وان دينه هو الحق, وان رسوله علي حق, وان كل ما هو ضد الرحمة والتسامح والآدمية فهو ضد الدين الذي تربيت عليه وتشبعت بعظمته, و الذي لن يكفرني به مغرض, ولن يخرجني انسان عنه ابداً او يشوهه في قلبي احداً. وكل ما هو مع الحرية والكرامة والعدالة, فهو من صلب دين الله الحنيف, ويتماشي مع تعاليم خاتم المرسلين سيدنا ونبينا محمد الصادق الأمين صلي الله عليه وسلم.

وفي النهاية وبعد ما سمعناه ورأيناه مؤخراً علي ألسنة من يتمحكون في دين الله الحنيف, اذكركم بالحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه : "آية المنافق ثلاث ، إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان"، وعن عبد الله بن عمرو في الصحيحين فيه زيادة : "وإذا خاصم فجر ، وإذا عاهد غدر".

وهذا معناه اننا واحنا نازلين النهاردة وكل يوم بعد النهاردة ندافع عن حريتنا وكرامتنا, لازم نبقي عارفين اننا ما بنحاربش اسلاميين ولا بنناضل ضد اهل الدين, بل بالعكس تماماً, لازم نفهم اننا بندافع عن ديننا وعقيدتنا. وعلشان كدة لازم نبطل نغلط ونقول مدنيين ضد اسلاميين - اسمها وطنيين ضد طائفيين. هما مش اسلاميين, هما طائفيين. بطلوا تدوهم شرعية مش بتاعتهم. اسمهم طائفيين. واحنا مافيش حاجة اسمها مدنيين. احنا كلنا متدينين وبعمق وبشدة, موحدين بالله مؤمنين برسوله نصلي نصوم نزكي نحج بيت الله الحرام,  وماحدش يقدر يحطنا في خانة الكفر ولا الالحاد عن طريق التلاعب المغرض بالالفاظ.

هما مش اسلاميين هما طائفيين - واحنا مش مدنيين احنا مصريين وطنيين

Thursday, December 6, 2012

خريطة التيار الطائفي في مصر

فيه ناس فاكرة ان حزب الحرية والعدالة هو الذراع السياسي الوحيد لجماعة الاخوان. 
ده مش صحيح. الاخوان لهم ٤ احزاب في مصر وكل واحد فيهم له دور. اولهم هو الحرية والعدالة، التنظيمي القيادي الحاكم. ثانيهم هو الوسط، السياسي الوسطي المحلل. ثالثهم هو البناء والتنمية، السلفي الاصولي الجهادي، ورابعهم هو مصر القوية، الشعبوي الثائر المعارض. كلهم بيمثلوا اوجه مختلفة من نفس الفكر وبيسعوا بطرق مختلفة لنفس الهدف، والاهم من كدة ان كل دول بيتبعوا اوامر مكتب الارشاد. 
الاخوان مش بالغباء انهم يسيبوا المعارضة الحقيقية تشم نفسها. هما اتعلموا كويس من اللي قبلهم وفهموا ان النظام مايقدرش يعيش من غير معارضة شكلية علشان مايبقاش شكلهم دكتاتوري قمعي مفضوح. الدكتاتور الذكي الناصح هو من يسمح بالرأي والرأي الآخر، طالما هو يملك مفاتيح اسكاته في اي لحظة.
 
حد يسألني ليه ما ذكرتش حزب النور، اقول لان حزب النور هو حليف سياسي مؤقت يتفق في الهدف ظاهرياَ ولكنه منافس سياسي مستقل يتبع اوامر سيادية ولا يتبع اوامر المرشد علي العكس الاربعة الآخرين. ولو خطة الشاطر نجحت في يوم من الايام اول ناس حيدبحهم في طريقه للتخلص من نظام مبارك الامني هما بتوع حزب النور.
 
حد يقوللي طب ايه لازمة الوسط دول اصلاً وعلي فكرة دول كانوا مقدمين علي حزب من زمان بعيد عن الاخوان؟ اقول بالظبط يا ناصح. دول كان دورهم الانشقاق الشكلي علشان يحاولوا يدخلوا اللعبة السياسية من الباب الخلفي في زمن المحظورة. ودلوقتي هما منافس برضه شكلي حالق دقنه خالص وده مطلوب.

حد يقوللي وليه الحرية والعدالة ما ينفردوش بالحكم ويجمعوا كل الاصوات في حتة واحدة بدل ما يدخلوا ناس زي الاصوليين بتوع الاصلاح والتنمية معاهم؟ اقول علشان هما اتعلموا من ايران ان ممكن اتنين مرشحين رئاسيين يحاربوا بعض ويشتموا بعض واحد معتدل والتاني متشدد طالما في الآخر الاتنين بيركعوا لخاميني (المرشد) ويبوسوا ايده علي الملأ او في الخفاء. وهنا اضافة صغيرة؛ هما دول اللي حيساهموا في خطة قمع حزب النور من منطلق فيه سلفيين طاهرين كويسين وسلفيين أمنجية وحشين.

حد يقوللي طب ليه ابو الفتوح ومصر القوية مش شايفهم معارضين حقيقيين؟ دول معانا وضد الدستور وكل حاجة؟ اقول لان عبد المنعم ابو الفتوح هو صاحب اهم دور في عملية كرتنة المعارضة، وهو من قد تم اختياره لتنفيذ الخطة البديلة اذا سقطت الخطة الرئيسية من الاول خالص. واديني باقولها من دلوقتي. ابو الفتوح حيهاجم الاخوان بشدة في الفترة اللي جاية وحيقول كلام جامد ضدهم، وفي نفس الوقت حيمهد لمبادرات ومناورات سياسية مغزاها اعطاء الشرعية لعملية النصب الاستفتائية بتاعة الشاطر. وبكدة يبقي بان علي انه فارس شجاع، وفي نفس الوقت معتدل وذكي ووطني ومش عاوز الدنيا تولع. ولو مرسي فشل لأن الشاطر لبسه في الحيط، فيبقي ابو الفتوح جاهز انه يكمل المسيرة والشاطر يرجع يستخبي وراه. الايام الجاية حتثبت لكم صحة الكلام ده وحتشوفوا مطبلتية كتير جداً من بتوع ابو الفتوح حيبتدوا يتصدروا المشهد ويزغرطوله علي اساس ان هو ده الكلام وهي دي المعارضة الحكيمة الرشيدة، مش الكفرة اياهم (من غير ما يقولوا الكلمة دي طبعاً). 
وفي النهاية شعبنا ده شعب جميل وطيب اويييييييييييي.
وسلملي علي الديمقراطية بطعم الملوخية وبتمويل السكر والزيت وحبوب القدرة الجنسية وربنا يخليلنا كلنا بابا خيرت اللي رابط المرشد من حبل وبيحركه زي عرايس الاراجوز المرخية!!!

باطل - باطل - باطل

صباح الخير. علشان بس فيه ناس برضه صاحية تتكلم في مواد دستور وفي استفتاء:

امبارح بالليل جماعة وانصار محمد مرسي قتلوا مصريين. وبقية جماعته وانصاره بيستعدوا لقتل مصريين تانيين. ايوة. قدامنا لسة مواقع تانية كتيرة زي موقعة الخنزير بتاعة امبارح. هما بيعملو كدة ليه؟ بسيطة جداً. اللي خايف من الهلاك لازم يلوش. والملاكم المجروح ضربته بتبقي اقوي واعنف, لأنها ضربة استقتال للبقاء علي الحياة ونابعة من ضعف عميق وخوف مزلزل. مرسي سقطت شرعيته وهو عارف كدة, وبيقاوح وحيفضل يقاوح بكل الطرق لغاية ما يرغمنا علي الاستسلام لقبضته. حيضرب بجماعته, وحيحاول يبنج بخطاباته, وحيراوغ بمبادرات مساعدينه ونوابه, وحيشتت بمناورات حكومته واتباعه, وفي الآخر حيركع ويسجد قدامنا علي الهوا علشان يستجدي البسطاء منا ويسهينا. كل ده بالنص حيحصل في الايام الجاية وحتشوفوا بنفسكم. بس احب افكركم ان يوم لما جماعة مبارك ضربوا علينا نار ما سكتناش. واحب افكركم ان لما داسوا علينا بالبغال والجمال ماستسلمناش. ويوم ما طلع يعيط ويقول حاتدفن هنا ما تأثرناش. ويوم ما بعتولنا البلطجية ما تهزيناش. وان يوم لما هما عملوا كدة, فعلياً فعلياً هما اللي اسقطوا حكم مبارك.

اللي ماتوا امبارح زي اللي ماتوا اياميها بالظبط. ماحدش بيموت علشان اهله يقبضوا معاش شهري ولا مكافأة استثنائية. دي وسيلة الاخوان القذرة لاسكات اهالي ابطالنا, واللي ساعات بتنفع للأسف لأن شعبنا جعان ومحتاج. وماحدش بيموت برضه علشان يحسن شروط العبودية. اللي بيموت بيموت علشان مصمم يتحرر منها. اللي بيموت بيموت علشان حلم وهدف. اللي ماتوا في 25 يناير و28 يناير وموقعة الجمل ماتوا علشان صمموا انهم يفدوا حياتهم مقابل خلع ظالم وفاسد. واللي ماتوا في السنة اللي بعدها ماتوا علشان ينهوا حكم قيادة عسكرية مستبدة. واللي ماتوا امبارح يا حضرات ماماتوش علشان مش عاجبهم صياغة مادة ولا اتنين, ولا علشان يخلونا نعمل حملة توعية بلا. اللي ماتوا امبارح ارواحهم مهدت الطريق لمصر كلها للخلاص من القهر الجديد. اللي ماتوا امبارح ماتوا علشان رافضين ان حد يتحكم فيهم ويملي افكاره عليهم ولا بإسم تدين زائف ولا ديمقراطية معيوبة.

ارواح اللي ماتوا امبارح اغلي بكتير من اننا نزعل عليهم دقيقتين ولا نقول لا حول ولا قوة الا بالله والبقاء لله وخلاص, ونبتدي بعدها نتكلم في اعلان دستوري ولا تجميده ولا الغاءه. اللي ماتوا امبارح ماتوا علشان هما ما عرفوش يجيبوا حق اللي ماتوا قبلهم, فماتوا زيهم بجد مش بالهتافات. اللي ماتوا امبارح فدوا مصر بارواحهم, علشان احنا نفوق وننهض ونرفض القهر, حتي لو زحف علينا بالزيت والسكر والضحك علي عقول البسطاء, او بالمطابع الاميرية والصفقات القذرة مع العسكر والامريكان. اللي ماتوا امبارح بيقولولنا يا تشيلوا مرسي وتخلعوا جماعته, يا اما تبقوا بعتونا وخليتونا نموت علي الفاضي. وانا باقول حق اللي ماتوا امبارح وحلمهم في رقبتنا الي يوم الدين.

الدم بيجرح كل بني آدم, والموت بيوجع كل انسان, حتي لو مش في بدنه ولا في اهله. اللي عنده دم عمره ما يشوف الدم ولا يتهزش. واللي في قلبه رحمة عمره ما يشوف حد بيموت وما يحسش بقهرة اهله عليه. انما للأسف الشديد من غير دم الثورة دي عمرها ماكانت ولا قامت ولا نجحت. وامبارح الابطال دول فدوا نفسهم علشان يقولولنا كملوا المشوار - احنا ودمنا فدا الحرية وفدا مصر!!!!!
وطالما هما قالوا كدة, وطالما بقي فيه دم بيننا وبين مرسي, يبقي مش عاوز اسمع جبان واحد ييجي يقوللي حنعمل ايه في الاستفتاء. من دلوقتي الطريق واضح وصريح. وحتي لو اللي مسميين نفسهم قيادة سياسية تراجعوا علشان حساباتهم فهذا لا يعنيني. من اللحظة دي انا متأكد ان حكم المرشد حيسقط يعني حيسقط. محمد مرسي رئيس غير شرعي للبلاد, ونبقي شعب يستاهل كله يلبس طرح ويتضرب بالجزم لو ما خلصناش منه ومن جماعته, مهماً كان التمن ومهماً طالت المعركة.

باطل - باطل - باطل - باطل - باطل - باطل - باطل - باطل - باطل - لآخر يوم في عمري او لآخر لحظة في حكمهم, مش حابطل اقول باطل

Wednesday, December 5, 2012

Message to the world - Civil War in Egypt NOW

OPEN MESSAGE TO THE WORLD

As your TV screens may be showing or not, know that The Moslem Brotherhood government are killing civilian protesters. Know that the Moslem Brotherhood government are burning down Egypt. 

Are you listening Mr Obama? 
Are you listening Mrs Clinton?
Those are the fanatics you protected and supported and helped bring to power. Those are your fascist partners.
 

To my friends in the rest of the world: 
Those fanatic bastards that took over Iran twenty years ago are trying to take over Egypt right now. And they are NOT ISLAM. Those are power hungry bastards just like your extreme right wing fascist politicians who tell you how dangerous Islam is. They use the same hate speech. They use the same slogans of fear and hatred. They tell normal uneducated moslems that the western world wants to eradicate them. They tell normal uneducated moslems that it is their duty to fight you before you come and kill them right here in their homes. They use the same speech your hate-traders use. And they prove it with books that you write and speeches that you make just like your fascists prove it to you with cut outs from our holy book or wrong quotes from our religious books. And just like those who preach hatred amongst you have nothing to do with your core values or your religion, those bastards also have nothing to do with my religion.


And right now we are fighting them because they decided to bring the fight to us, and the Egyptian people decided NO WE WILL NOT ROLL OVER AND DIE. NO WE WILL NOT ACCEPT TO LIVE LIKE SHEEP. EGYPT IS NOT IRAN AND WILL NOT BE A NEW IRAN.
 
Also note, WE ARE NOT ASKING YOU TO HELP US. We are not asking for your help in this fight. Because THIS IS OUR FIGHT. For so long we did not fight it. But today we decided to rise up to those fanatics, and to never let them speak on behalf of our religion or our country again.
 
We just want you to get your facts right for once, and understand that it is not enough to just hope for peace or just pray for it. You must WORK for it. And if all peaceful human beings on earth do not unite to fight fascism, it will turn around to hurt each and every one of us some day, no matter how far away from home it seems today.
 
EGYPT IS DOING IT AGAIN. 
EGYPT IS RISING UP AGAIN. 
EITHER YOU SUPPORT US MORALLY OR YOU WATCH US DIE. 
The Egyptian government has lost its legitimacy. If you deal with them, YOU ARE KILLING US and KILLING PEACE!!!
 
La elah ela Allah - Mohamed rasul Allah
 
Long live EGYPT UNITED, STRONG, INDEPENDANT AND FREE!!!!!

Sunday, December 2, 2012

لماذا نرفض الدستور (بالمواد والأسباب) - وكيف نعبر الأزمة



مقدمة:

بغض النظر عن تحديد ما إذا كان محمد مرسي كان يعلم مسبقاً تداعيات الاعلان الدستوري عندما وافق علي اصداره، وما إذا كان تنظيم الاخوان قد خطط بالفعل لإشغالنا بالتظاهر ضد او مع هذا الهراء القانوني والسياسي، حتي يتمكن، في عملية سطو ليلية لم يشهد التاريخ البشري مثلها، اغتصاب مشروع دستور أمة سبقت الأمم وحضارة مهدت للحضارات، لكي يضعنا في خانة اليك بالاعلان عن موعد الاستفتاء عليه في غصون اسبوعين، او ما اذا كانت قدراتهم علي الفهم والتحليل السياسي والتنبؤ برد فعل الشعب المصري الحر الثائر المتحرر علي بلطجتهم واحتكارهم قد خانتهم مثل ما خانت من سبقوهم، بحيث وحدونا في مواجهتهم، ثواراً وفلولاً، أغنياء وفقر اء، مسلمين ومسيحيين، ووضعونا جميعاً علي حافة التزام جماعي بعصيان مدني علي مستوي الجمهورية، فكل هذا ثانوي ولا يجب ان يستوقفنا اليوم باكثر من هذه الجملة وهذا التساؤل العابر.  الواقع  الملح الذي يستدعي انتباهنا الآن وبسرعة هو ان هذه الكتيبة التي سميت بالجمعية التأسيسية قد اتمت مهمتها وافرزت هذا المنتج الذي تطاولت الالسنة الجاهلة او المغرضة ولقبته  بالدستور، والدساتير منه بريئة براءة الذئب من دم يوسف. والواقع ايضاً ان مندوب مكتب الارشاد في الرئاسة محمد مرسي قد طرح هذا العبث فعلاً علي شعب نصفه لا يقرأ ولا يكتب، لأخذ موافقتهم عليه فيما سماه المظللين بالاستفتاء الشعبي. والسؤال الآن هو ماذا نفعل وكيف نواجه هذا القطار القادم في صورة غزوة الصناديق الرابعة (بعد الاستفتاء والانتخابات التشريعية والانتخابات الرئاسية). هل نقف متماسكين ونحاول صده عن طريق التوعية بضرورة التصويت بلا في حملة قومية منظمة، ام نسقط من شرعية المنظومة باجملها عن طريق التصعيد الثوري الإحتجاجي وندفع بهذا القطار الي هاوية السذاجة السياسية الاخوانية؟
حتي نرد علي هذا السؤال بتعقل ودون اندفاع علينا اولاً تدراك اذا كانت هذه المسودة الذي صممها محمد البلتاجي وادار انتاجها الغرياني مع حفظ السباب فعلاً لا تليق، ولماذا، حتي لا نجد انفسنا نستنفذ قوانا في محاولة ايقاف قطار قد يكون متجه الي حيث نريد، ولكن اقتناعنا بغشومية السائق تفزعنا من ركوبه، وحتي لا يتهمنا السفهاء المغيبون باننا نعارض فقط من أجل المعارضة اسوةً بملاحقة البعض لقياداتهم مثل القطيع حتي لو ذهبوا بهم الي الجحيم. ثم علينا التساؤل بواقعية اذا كان بامكاننا اصلاً كقوة وطنية متجمعة تفادي شبه حتمية فوز التعصب والجهل والفقر علي العقل والوعي والادراك وعزة النفس في غزوة الصناديق الرابعة يوم السبت ١٥ ديسمبر القادم ام لا. ثم اذا توصلنا الي اننا علينا خوض معركة الاستفتاء فكيف ننظم انفسنا وكيف نتفادي غلطات الماضي القريب حتي لا نقع في فخ تكرار نفس الافعال وتوقع نتائج مختلفة، وهو ما ذكرته بعض الموسوعات الطبية كتوصيف للجنون، واذا قررنا عدم خوض هذه المعركة فكيف سنصعد ونعلي اصواتنا تضامناً مع من اضرب ومساندةً لمن اعتصم حتي نصبح جميعاً سداً ليس لنتيجة الاستفتاء بل للاستفتاء من اصله.
___________________________________________________________________

اولاً: لماذا لا نقبل هذه المسودة؟

بدون ادني شك هذه المسودة لا ترتقي باي حال من الاحوال ان تكون دستوراً لمصر بعد ثورة ٢٥ يناير. سيحاول بعض من لقبوا انفسهم بالخبراء القانونيين من خلال ظهور إعلامي مكثف اقناعنا علي مدار الايام القادمة بقدراتهم التحليلية العظيمة في تفنيد مواد دون غيرها، ومحاولة إظهار حياديتهم وموضوعيتهم في تقييم هذا التهكم الصريح علي مستقبل اولادنا، حتي يشعرونا اننا بصدد خلاف في وجهات النظر، متجاهلين بذلك بعض النقاط الاساسية من حيث الشكل والمضمون التي تجعل من هذه المسودة نصاً غاية في الخطورة ومغرض مع سابق الاصرار والترصد ويجب محاربته بكل ما نملك من قوة وعزم.

من حيث الشكل:
١.هذه المسودة كتبتها جماعة مسيطر عليها بوضوح وبدون ادني شك تيار واحد فقط وهم من المسيسين لصالح الفكر الطائفي دون غيرهم، وهو ما ينفي ان هذه المسودة قد تم التوافق عليها من أي من فصائل المجتمع. كما ان لا دراية لاغلبية اعضاء هذه الجمعية بكتابة الدساتيراً. ولهم علينا عندما نري بعض وجوهم ونقرأ اساميهم وسيرهم الذاتية ان نتسائل بجدية: من هم، من اين أتوا علينا، ولماذا، ولمصلحة من، وما الذي جمعنا بهم بل ووكلهم عنا في بناء مستقبل اولادنا؟ وارجو الا يؤخذ كل هذا علي انه سباب بل هو تساؤل وتصنيف مبني علي قراءة موضوعية لمؤهلاتهم التعليمية والمهنية، وبحث بلا جدوي عن مواقفهم التاريخية والسياسية والقانونية، ولا تقلل من اشخاصهم الجليلة. في حين تغيب عن هذا الجمع قامات سياسية قانونية مشهود لها بالقدرة علي كتابة دستور حقيقي وعظيم يصفق له العالم باجمعه ولا يجعلنا اضحوكة للامم ومجال للشفقة ومصمصة الشفائف.
٢.اذا كان بعض المحسوبين علي ما يسمي بالتيار المدني مثل المناضل ايمن نور، او المرشح الرئاسي عمرو موسي، او المنسق الدائم والناطق باسم كل تحالفات الإخوان وحيد عبد المجيد، او المتواطئ المحترف السيد البدوي صاحب موقعة إسكات ابراهيم عيسي قبل الثورة، او حتي ممثلي الازهر او الكنيسة، قد اعطوا كلهم مع غيرهم شرعية لهذه المهزلة بمشاركتهم في اي مرحلة وباي طريقة وبأي إمضاء علي أي وثيقة في هذا الهزيان السياسي البين والممنهج، من منطلق البحث عن موقع في مصر بعد الفركشة، فهذه مشكلتهم هم ولا دخل لنا فيها، ولا تحسب علينا بل علي اشخاصهم، حيث انه من البديهي انه عندما يسيطر علي الجمعية فصيل هدفه محدد ويعتقدوا انهم سيقنعوهم ان يعدلوا عن مسارهم،  او عندما يحتسبوا احزاب مثل الوسط واشخاص مثل محمد الصاوي علي المدنيين، فهذا مؤشر علي سذاجة سياسية وخلل جسيم في تقييمهم للموقف يعلم الله وحده السبب فيه.
٣.الاسلوب الذي تم التصويت به علي المواد في ماراثون دام عشرين ساعة، متحدياً بذلك كل القواعد العلمية التي تؤكد علي انتقاص القدرة التدريجي علي التركيز عند المخلوق الآدمي بعد ساعة ونصف علي الاكثر، في موقعة السلق الكبري، سيدخل التاريخ من اوسع ابوابه، كاكبر اضحوكة دستورية عرفتها البشرية، وستدرسها الاجيال كمثال اسطوري للانتهازية السياسية واضمحلال بل واختفاء كل المعايير الوطنية والاخلاقية لدي شخصيات كان يشوبهم اوصاف مثل النزاهة واحترام الذات، امام الزامية تنفيذ الاوامر السلطوية وحتمية الالتزام بمبادئ السمع والطاعة. كما تبرهن هذه العملية علي إدراك كامل من اعضاء هذا الجمع انهم جزء من منظومة غير شرعية لا تستطيع المحكمة الدستورية او اي محكمة اخري حتي مع توفر احسن النوايا اذا فصلت بحيادية ودون تهديد او ضغط الا تعلنها باطلة وساقطة.

من حيث المضمون
وبإيجاز شديد، ودون التطرق للكثير من التناقضات بين المواد، وركاكة الصياغة المسيطرة علي  المسودة باكملها، ولا العشرات من السقطات الصغيرة التي تدل علي غياب فكر قانوني خلف هذه المسودة المضحكة:
٤. المواد ٢ و ٤ و٢١٩ سوياً تؤسس لإقامة دولة دينية صريحة لا تمت للمدنية بصلة. تلك المواد تسمح لمجلس الشعب (اللي معظمه طائفيين) ان يشرع لفرض احكام مستنبطة من فقه اشخاص وليس القرآن ويجعل منها قانون ساري، ولا تسطيع اي جهة قانونية او سياسية الطعن فيها او ايقافها الا هيئة العلماء بمشيخة الازهر، وهذا هو تعريف الدولة الثيوقراطية، اي الدولة التي يحكمها رجال الدين. هذا فضلاً عن ان فور صدور هذا الهراء كدستور - "قانونياً" و"دستورياً" وبعيد عن أي نيات -  تصبح الجزية واجبة علي أهل الزمة، ويمنع الأقباط فوراً من تولي أي مناصب ذات سلطة علي المسلمين، وينعدم قبول شهادتهم، وتعتبر شهادة المرأة نصف شهادة الرجل، ويمنع الإختلاط بين الجنسين، ويسمح بتزويج الأطفال، هذا فضلاً عن عقوبات الجلد والصلب وبتر الأطراف ونظام اللعان، كل هذا بدون قانون أو نص أو تغيير لأي قوانين أو نصوص سابقة. واي حديث هنا عن اعتدال الازهر (بصورته الحالية وتشكيله اللحظي) او عدم نية الاحزاب الطائفية (كما يدعون) او عدم قدرتهم (كما يدعي ابراهيم عيسي) علي وضع مثل هذه التشريعات او تنفيذها (كما ادعي انا)، كل هذا لا دخل له من قريب او بعيد بكون هذه المسودة تسمح صراحةً وقانونياً بإقامة دولة دينية طائفية. وحتي تكتمل الصورة البديعة فلنضع هذا بجانب نص المادة ٧٦ التي تحدد الجريمة والعقوبة "ظاهرياً" فقط بنص، في حين انها تطلقهم "فعلياً" بإضافة كلمة "دستوري" بعد كلمة نص، وهو ما يعني ان من يخالف المواد ٢ و٤ و٢١٩ في تصرفاته دون ان يخالف اي قانون قائم يقع تحت طائلة القانون. يعني بالبلدي انت مش لازم تعمل حاجة تخالف القانون علشان تتعاقب، كفاية اوي ما تطبقش مبادئ الشريعة كما فسرته المادة ٢١٩ في افعالك وتبقي انت كدة خالفت نص دستوري وتتحاكم وتتسجن وماحدش له عند اللي حبسك حاجة، كله دستوري، وكله شرعي طبعاً.
٥. كما تعتبر المادة ٣ من وجهة نظر وطنية (وبغض النظر عن سعي الكنيسة لها او سعادتها بها) إهانة بالغة لأكثر من ١٠٪ من الشعب، عندما نساوي دستورياً مسيحيي مصر شركاء مسلمي مصر في الوطن بفصيل اليهود المصريين الذي اندثر منذ عقود، لمجرد ان النظرة الطائفية الهزلية للمشرع الدستوري الذي لا يفهم مبدأ المواطنة تساوي بينهما. وهذا يكرس ايضاً للمنهج الطائفي الذي يجعل من شخص من المفترض ان يتمتع بكامل حقوقه ولم يخل بالنظام العام للدولة او لم يصدر منه جرم او خرق لأي قواعد، بموجب مثل هذه المادة، مواطن من الدرجة الثانية، نساويه بملة تربينا علي العداء لها لظروف اقليمية تاريخية. هل لنا ان نذكر هذا المشرع الوطني ان القوات المسلحة المصرية التي حاربت من اجل تحرير الاراضي المصرية واستردتها من العدو ببسالة ظباطها وجنودها اختلطت بها دماء المسلمين والمسيحيين في حربهم جانباً بحانب ضد المستعمر الصهيوني اليهودي.  
٦. اما المواد ١٠ و ١١ سوياً فهي تؤسسا نصاً لخلق وصاية سلطوية علي الاشخاص وأخلاقهم وبالذات علي المرأة التي تم "تحديد" دورها في ذات النص, وهذا يعتبر تأسيس لشمولية الدولة وإحتكار السلطة للقيم، كما ترسخا لوصايا مجتمعية صريحة لاشخاص علي آخرين بإضافة كلمة "المجتمع"، ومع غياب مادة تمنع صراحةً علي خلق تشكيلات امنية مجتمعية او ميليشيات الا فيما يتعلق بالامن القومي ضمن المواد المتعلقة بالقوات المسلحة، فهذا يفتح الباب علي مصرعيه لتشكيلات مثل كتائب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي ظهرت بوادرها في اكثر من حادثة علي مدار الشهور الماضية، وهذا من قبل التأسيس لها صراحةً ودستورياً بهذه المواد المسمومة الخطيرة علي نسيج المجتمع المصري.
٧. المادة ٤٨ وضعت في نصها الجميل ظاهرياً والخطير مضموناً قيود مستترة كثيرة علي حرية الصحافة والإعلام بعبارات فضفاضة تتعلق برسالة العمل الصحفي، وهو ما يفتح الباب علي مصرعيه لملاحقة القائمين عليه قضائياً من اجل مصادرة وغلق الصحف والمحطات. هذا فضلاً عن انه لم يتم حذر الحبس في جرائم النشر. 
٨. المادة ٥٠ وضعت في نصها قيد مستتر علي حرية التظاهر وتنظيم الاجتماعات العامة بان ربطت الإخطار بقانون ينظمه، علي عكس إصدار الصحف وتكوين الجمعيات والمؤسسات والاحزاب مثلاً التي لا تستوجب جميعاً سوي الإخطار دون قيد بقانون ينظمها. وبذلك وبعد ثورة أتت بفصيل إلي الحكم أصبح التظاهر ضدهم مقيد ومغلل وقابل للقمع دستورياً.
٩. المادة ٥٣ اعطت الحق للحكومة بحل النقابات المهنية عندما لم تذكر لفظاً عدم جواز حلها بل ذكرت عدم جواز حل مجلس ادارتها فقط علي عكس الحصانة التي منحت للجمعيات والمؤسسات والاحزاب. وبذلك لا يجوز حل جماعة الاخوان عندما يتم تقنين أوضاعها، ولا حزب الحرية والعدالة، انما يجوز بمنتهي السهولة حل نقابة المحاميين او نقابة الصحفيين باكملها. سامع يا سامح يا عاشور؟ 
١٠. المادة ٦٣ تسمح صراحةً باصدار قانون يبيح العمل بالسخرة ولم تعمم عدم جواز فرض اي عمل جبراً بل مهدت له باضافة عبارة "الا بمقتضي قانون". كما سمحت  المادة ٧٠ بوضوح بتشغيل الأطفال. هذا في القرن الواحد والعشرين!!!
 ١١. اما المواد الخاصة بمنصب رئيس الجمهورية، ففضلاً عن انها لم تفرض عليه تعيين نائباً له يساهم في الانتقاص من انفراده بالحكم علي عكس ما طالب به الشعب في استفتاء ١٩ مارس ٢٠١١، فهي تمنحه صلاحيات فرعونية تفوق بكثير صلاحيات مبارك المخلوع الذي خرجنا عليه لانه كان حاكماً مستبد دستورياً. تتوغل الرخص المهداه لمحمد مرسي مندوب مكتب الارشاد في مؤسسة الرئاسةً ما بين صلاحيات تشريعية مثل منع سن القوانين التي يصدرها المجلس التشريعي (المادة ١٠٤) وصلاحيات قضائية مثل اعطاءه حق الفصل بين السلطات وهو حق اصيل للمحكمة الدستورية العليا  (المادة ١٣٢) وحق اختيار رئيس مجلس الوزراء دون اي ظوابط او معايير ومع العلم انهم يدعون ان سلطات الرئيس قد تم انتقاصها بإعطاء الكثير منها له (المادة ١٣٩) وحق اعلان الحرب وارسال القوات المسلحة الي خارج الدولة باغلبية النص زائد واحد فقط وفي مجلس النواب فقط (المادة ١٤٦) وصلاحية تعيين الموظفين العسكريين وعزلهم دون ظابط أو رابط (رخصة لأخونة القوات المسلحة) (المادة ١٤٧) وحق اعلان حالة الطوارئ (المادة ١٤٨) وحق اصدار عفو عن عقوبة او تخفيفها دون ضرورة ابداء اي اسباب (رخصة لإخلاء سبيل كل المعتقلين الطائفيين سواء قضوا عقوباتهم أم لا) (المادة ١٤٩) وصلاحية تعيين اعضاء المحكمة الدستورية العليا دون تحديد اي معايير لاختيارهم (المادة ١٧٦) وصلاحيات تنفيذية خطيرة تم تأصيلها برخص متعددة لطرح امور كثيرة للاستفتاء الشعبي الذي يستطيع بترأسه الجهاز السيادي التنفيذي في البلاد التأثير عليه مثل حل مجلس النواب المنتخب  (المادة ١٢٧) او اي امر آخر قد يراه لكي يتعدي اي سلطة اخري في الدولة (المادة ١٥٠) واخيراً صلاحية تعيين كل رؤساء الهيئات المستقلة بل والاجهزة الرقابية ايضاً التي من دورها المراقبة علي رئيس الجمهورية (المادة ٢٠٢)
١٢. اما فيما يتعلق بالسلطة التشريعية فلم يمنع حاملي الجنسيات الاخري من الترشح لمجلسي النواب والشوري (المادة ١١٤ والمادة ١٢٩) وهو أمر مريب ويثير الشكوك والقلق من توغل تيار او فصيل غريب علي المجتمع المصري داخل مجالسنا التشريعية المختصة بسن القوانين الحاكمة للدولة والمجتمع. يمكن الربط بين هذه النقطة والتساؤل الذي طرحناه في جزء سابق من هذه الورقة علي من هم هؤلاء في جمعيتنا التأسيسية ومجالسنا التشريعية.
١٣. كما لم يحسم التساؤل البسيط ولكن الجوهري عن اي اعضاء في مجلس الشوري سوف يتم الانتخابات علي مقاعدهم في اول نصف فصل تشريعي واي منهم في ثاني نصف فصل تشريعي سواء في المادة ١٣٠ المنظمة او في المواد الانتقالية، وهو ما يفتح الباب للتلاعب لمدة ستة اعوام علي الاقل من اجل تقوية سطوة حزب بعينه او فصيل سياسي بعين عينه دون الآخرين، هذا فضلاً عن المادة ٢٣٠ التي اوكلت لهذا المجلس الحالي المحصن باعلان دستوري مرسوي صلاحية تشريعية مطلقة حتي انعقاد مجلس النواب الجديد، ومن بعد ايضاً صلاحيات تشريعية جديدة  (المادة ١٠٢ و١٠٣) وصلاحيات رقابية (المادة ١٠٥ و ١٠٦ و ١٠٧) لم ينتخبه القلة القليلة جداً من اجلها او علي ضوئها، وهو ما نستطيع مجازاً ان نشبهه باننا عيننا حارس عقار لكي يفتح او يغلق البوابة وبعد تعيينه أصبح هو مالك العقار يسمح بالدخول والخروج كيفما يشاء ولمن يشاء. 
١٤. كيف لدستور دولة تعاني من الفقر مثلنا ويحيا قطاع كبير من سكانها من الدخل القادم من السياحة ان يتجاهل هذا الدستور ذكر هذه الصناعة الاساسية التي تفتح الملايين من البيوت المصرية وضرورة الاهتمام بها وصيانتها وتنميتها ضمن مواد الفصل المختص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية. هذا دليل قطعي علي ان من كتبوا هذا الدستور هم من يريدون لهذا الشعب دوام الفقر لان القوي العفيف يصعب التحكم فيه كما انهم من المؤمنين ان السياحة فيها مفسدة وسيؤدوا إلي إنغلاقنا وعزلنا عن العالم الخارجي.
١٥. واخيراً فقد خلت المسودة من الكثير من المواد الهامة التي كان يجب ادراجها مثل وضع مبادئ واهداف الثورة المتمثلة في شعارها عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة انسانية علي رأس هذا الدستور الذي آتي بدم الشهداء ومن المفترض ان يكون الاساس خلف تحقيق الاحلام الذي استشهدوا من اجلها. فلم يذكر اصلاً الحق المطلق في الحياة، وأكد علي ما يسمي بعسكرة الدولة عن طريق تحصين ميزانية القوات المسلحة من الرقابة الحقيقية ووضع المؤسسة العسكرية كالدولة المحصنة المستقلة داخل الدولة هذا بعد ان وفا الإخوان بوعدهم لقياديهم السابقين بالخروج الآمن المصحوب بقلادة النيل، كما لم يتم الترسيخ بوضوح لاستقلال الطب الشرعي الذي له دوراً اساسياً في التحقيق مع من قتلوا ابطالنا او من ينوون تصفيتهم في المستقبل، بل ذهبت هذه المسودة الي ترسيخ مبدأ محاكمة المدنيين امام المحاكم العسكريين (المادة ١٩٨). واخيراً فقد خلت هذه المسودة من اي مواد تمنع تجارة الرق والمتاجرة بالبنات في صورة تزويج القاصرات مقابل عائد مادي، او مواد تمنع عادات مجتمعية متخلفة مثل ختان البنات.
دعونا نكتفي بهذا القدر الذي يبرهن بما لا يدع مجال للشك ان علينا جميعاً التكاتف لمنع هذا النص المغرض الخطير من ان يصبح دستور لمصر التي انتفضت من اجل الحياة الكريمة. وجدير بالذكر ان الكثيرين من الافاضل قد قاموا بعمل موازي لهذا النص، ولهم كل الاحترام اياً كانت اعتراضاتهم او اختلافاتهم مع هذا السرد، والحمد لله ان باب الاجتهاد القانوني والسياسي لم تغلقه فتوة بعد.
______________________________________________________________

ثانياً: ماذا نفعل الآن

الآن وقد اتفقنا علي ان علينا التصدي لهذا الدستور بأي وسيلة، فلنتطرق سريعاً وبإيجاز لسبل هذا التصدي وصعوباتها ومخاطرها.

المسلك الأول:
سنشترك جميعاً في حملة قومية للحشد بضرورة التصويت بلا يوم السبت ١٥ ديسمبر القادم، وهذا معناه ببساطة ان كل منا سيلخص اسباب رفضه لهذه المسودة، كما حاولت في هذه الورقة، مستعيناً بها أو بغيرها، عن طريق طبعاعتها أو غيرها، كما هي أو بعد تلخيصها بأي شكل، ونشر هذا الفكر في كل مكان، بالصوت والصورة، ومع كل المصريين الذين سنتعامل معهم، وفي كل لحظة من حياتنا علي مدار الأسبوعين القادمين. من أجل تحقيق ذلك يجب ان نتعامل مع جميع الظروف والعقليات، ونستخدم كل الأساليب والتقنيات، ونخاطب كل الطبقات والمستويات. وحتي لا يساء فهم كلمة حملة قومية، فالفاعل الأساسي في هذه الحملة ليس جهة او مؤسسة، بل كل فرد منا وكل حسب إمكانيته وكل بمقدار قدراته. ولكن أيضاً هذا معناه ان تعي النوادي والجمعيات ووسائل الإعلام المقروئة والمرئية والمسموعة خطورة هذه اللحظة الحاسمة، وان تفهم كلها ضرورة الكف عن القيام بدور هزلي بزعم حياديتهم. آن الآوان ان نتحدث بوضوح، وطالما لا أري محمد البرادعي او حمدين صباحي علي قنوات الناس أو الحافظ أو في سرادق تقام بالمحافظات بتمويل حكومي، فمن واجب القائمين علي محطات سي بي سي ودريم والحياة والمحور والقاهرة والناس وأمثالهم ان يكفوا فوراً عن الترويج للمضللين وإستضافتهم ولو إرتدوا عباءة الإعتدال من المتلونون بكل ألوان الطيف، الذين برعوا في فن دس السم في العسل عن طريق اتباعهم وكتابهم, لأن المحايد في هذه اللحظة مضلل ولن ينوبه جائزة النزاهة، بل سيكون السبب المباشر في القمع الذي سيدواينا به جميعاً من يدفعوا هؤلاء المتمرسون علي تنويمنا مغناطيسياً.
الخطر: يجب أن نعي جميعاً ان هذه الحملة إذا بدأت اليوم ودامت أسبوعين, وإذا إمتثلت كل الجهات والجمعيات والمؤسسات والشركات بما فيهم الإعلام، وإذا إمتثل كل منا لكل ما طرحناه من حتمية العمل الإيجابي وعدم التقاعس عن أداء دورنا في الشوارع والحواري والمقاهي والنوادي والنجوع و القري وأينما ذهبنا وتوسعنا عن وعي ودراية بعيداً عن الفيسبوك والتويتر ومحيطنا الإجتماعي والأسري المباشر، وحتي إذا حسبنا حسبة الإنتخابات الرئاسية الماضية بفرق المليون بين المرسي والشفيق، فكل ذلك لا يعني أن نغفل ان قواعد اللعبة قد إختلفت كثيراً الآن وقد أصبحت الجماعة هي التي تحكم، وقد أصبح القضاة الذين وافقوا علي الإشراف علي هذا الإستفتاء، ليس كمن كنا نشك أو نتناقش في نزاهتهم، بل من الذين هم واضحون وصرحاء في الإنحياز والميول لصالح الحاكم، كما اننا لا نملك أدوات الرقابة داخل اللجان كما إمتلكناها بمندوبي حملات المرشحين كلهم أو بوجودنا كمراقبين داخل وخارج اللجان ومع الصناديق. وأخيراً يجب أن نعي أيضاً ان إذا كانت السلطات الأمنية أثناء الإنتخابات الرئاسية قد إلتزمت الحياد إذا جاز التعبير، فهذا الزمن قد مضي، ومن يعول علي قيادات القوات المسلحة او وزارة الداخلية أن يعملوا ضد النظام او حتي بحياد فهو يراهن رهاناً خاسر.

المسلك الثاني:
خيار المقاطعة وعدم المشاركة في الإستفتاء وهو عن طريق التوعية للجميع بضرورة عدم المشاركة في هذا الإستفتاء من منطلق أن ما بني علي باطل فهو باطل. وهنا لن أسهب كثيراً في الشرح لأن الموضوع واضح والأساليب المتبعة في الحشد لهذه المقاطعة هي ذاتها كتلك التي تم شرحها في الخيار الأول كما انه لا داعي للحديث طويلاً عن الخطر لأني أجزم ان ما من أحد منا يعتقد ان الجماعة التي تلونت وكذبت وتحولت وإغتصبت وسرقت وسلقت لن تستطيع ان تحشد وتعلن النتيجة التي تبغاها. فحتي إذا لم يذهب سوي من وافق فالنتيجة ستكون علي الشكل الذي يناسب الحدث من وجهة نظرهم لكي نصبح قد ساهمنا وساعدنا في تسهيل المهمة عليهم وأعطيناهم كل الخيوط في أيديهم لكي يحركوا العرائس كيفما شائوا.

المسلك الثالث:
التصعيد والتظاهر والإعتصام والإضراب والعصيان المدني حتي نشل حركتهم ونجبرهم علي الخضوع لمطلب واحد لا بديل له وهو إلغاء هذا الإستفتاء، تفادياً لسقوط الدولة فعلياً وليس فقط لفظياً كما إعتدنا سماعه من أبواق دعاة الإستقرار بأشكالهم. لكي ينجح هذا الطريق الصعب، يجب ان تتضافر جميع القوي المجتمعية، وتتضامن جميع الأحزاب والجمعيات، وتتشابك جميع المبادرات والحركات، ويتعاون كل المواطنين والمواطنات علي التظاهر السلمي في مسيرات إحتجاجية في كل المحافظات، والإنضمام للمعتصمين في كل الميادين، ومساندة القضاة والإعلاميين الذين ينوون الإضراب عن العمل في كل القطاعات، ومقاطعة كل الهيئات الحكومية، والإعتكاف عن العمل (ما عدي فيما يهدد حياة المواطنين مثل الإسعاف والإطفاء)،  والغياب عن المدارس والجامعات، والإمتناع عن الممارسات المالية مع قطاعات الحكومة المختلفة مثل دفع الفواتير، والممارسات الإدارية مثل إستخراج المستندات الرسمية وتجديد الرخص والتراخيص وإصدارها وتوثيق العقود في مكاتب السجل المدني والشهر العقاري، وغير ذلك من الممارسات حتي يتعطل تدفق الأموال بأنواعها إلي الحكومة وتجف إيراداتهم، فضلاً عن إرهاقهم في التعامل الأمني والمعنوي والإعلامي مع مظاهر الإضراب والإعتصام كلها، فيتضطر القائمون علي هذه المحاولة الدنيئة لإغتصاب مستقبل أولادنا العدول عن طريقهم، ويقوم مندوب المرشد بإلغاء هذا الإستفتاء، والرضوخ لطلب القوي الوطنية المتحدة بتشكيل مجموعة أو جماعة أو جمعية من المتخصصين الأحرار لكي يصيغوا دستور يستحقه شعب مصر بعد ثورته العظيمة.
الخطر: علينا ان نعي هنا انه قد يكون من الصعب إقناع الجميع بمثل هذه الخطوة لأنها تتطلب قدر كبير من الوعي والحراك الشعبي حتي تصبح الكتلة الفاعلة بالحجم المؤثر ولا نقوم بعزل أنفسنا وإستنذاف جهودنا في دعوات ومظاهرات ومسيرات، في حين ينشق جزء منا ويخرق الصفوف ويحشد من يعرفونهم للمشاركة في الإستفتاء بعيداً عن هذه الممارسات التي قد لا يفهموا ابعادها او لا يصدقوا فرص نجاحها، وغالباً ما سيكون ضمن هؤلاء الكثيرون من أعضاء ما يسمي بحزب الكنبة أو من لم يناصروا الثورة أو من لم تتشبع قلوبهم بالإيمان بقدرة الشعب الثائر علي نيل مطالبه بالصمود والصبر والشجاعة والتضحيات الحقيقية، أو من يعتقدوا ان الأصوات التي فرقت بين شفيق ومرسي من السهل تعديها. وإذا حدث هذا الإنشقاق سيشجعهم علي ذلك فوراً المندسون في شبكات التواصل الإجتماعي من انصار حزب الليمون الذين سيعطوا بذلك الشرعية لمن يدعمون وبذلك يؤدوا إلي فشل العصيان المدني وتفتيت القوي الوطنية.

___________________________________________________________________

ثالثاً: الخلاصة والحل

  • كما تحملنا جميعاً تداعيات إنسياق البعض خلف نداءات الإستقرار الزائفة عندما قالوا نعم لإستفتاء العام الماضي
  • كما تحملنا جميعاً طيبة قلب من إعتقدوا ان إنتخاب من تظهر عليهم أعراض الإيمان في البرلمان ظناً منهم ان هؤلاء لا يكذبون ويتقوا الله فيما يفعلون
  • كما تحملنا كلنا سذاجة من حللوا تحليلات مخطئة عن فرص المرشحين الرئاسيين في الجولة الأولي وبذلك فتتوا الأصوات وساعدوا المجلس العسكري في عزل الصوت المدني خلف احمد شفيق وهو المرشح الوحيد الذي لا يستطيع الفوز ضد مرشحهم ومرشح الأمريكان السيد محمد مرسي
  • كما تحملنا أنصار البونبوني وأنصار الليمون في معركة الإعادة الوهمية المحسومة مسبقاً
  • سنتحمل أي شيء آت مهماً كان. نعم. دعونا نتفق ان أياً كانت الوسيلة التي سنتفق عليها أو نتبعها، فعلينا جميعاً ان نتفق علي تحمل عواقبها من الآن. وتلك العواقب قد تكون ان الجماعة ستضع كل إمكانياتها خلف إنجاح هذا المخطط حتي تطل علينا هيئة ما بعد الإستفتاء بساعات لكي تعلن عن قبول الشعب المصري لهذا الدستور. وقد تكون ان مرسي سيرضخ لإرادة شعب حر ويعدل عن مسلكه ويلغي الإستفتاء، وقد يكون اننا سننجح ونفوز لأول مرة في معركة الصناديق ويسقط دستور الغرياني في إمتحان الديمقراطية الشعبية.

ولكن – ولعلها تكون أهم لكن في حياتنا وفي التاريخ - شيئاً واحد فقط سيحدد مصيرنا، وهو هل سنتخذ جميعاً موقف موحد في الأسبوعين الآتيين أم سننقسم مرة أخري ونضيع بذلك الأمل في إنجاح أياً من الطرق التي سنسلكها؟ الإختبار الحقيقي ليس في الوسيلة التي سنختارها ولا حتي في نتيجة الإستفتاء، ولكن في توحيد صفوفنا علي عكس كل ما مضي حتي ننجح فيما نبتغيه أخيراً أو - وهذا أضعف الإيمان - حتي نخرج من هذه الموقعة أقوياء ومهابون قادرون علي مواصلة الحرب متحدون أقوياء مهما زوروا ومهما تلاعبوا.

لذلك أنادي وأناشد الجميع، مهماً كان رأيكم، ومهماً كانت ميولكم، الا ندع الأراء تفرقنا، والا ندع الإختلافات تقتلنا، وأن نرتضي جميعاً بما تقرره جبهة الإنقاذ الوطني أياً كان هذا القرار.


عاشت مصر قوية مستقلة وعاش شعب مصر حر.

محمد رؤوف غنيم
التحرك الإيجابي
الأحد ٢ ديسمبر ٢٠١٢