Friday, December 7, 2012
مافيش حاجة اسمها إسلاميين
إسلامية إسلامية شعار عظيم لا يقلقني ابداً - اذا فهمه مردديه. ولكن ما لا اقبله, ولن اقبله, ولن يرغمني احد علي قبوله الي آخر يوم في عمري, هو ان يشوه اهل الجهل (وليس العلم كما يدعون) جوهر الإسلام ويسفهوا رسالته العظيمة ويبعدونا عن معانيه السامية النبيلة, ويبدلوها بمفاهيمهم الدخيلة عليه مثل الكراهية والعنف والطائفية والظلامية والفاشية. وللأسف الشديد هذه هي رؤية اهل الجهل الذين تركناهم منذ عهود يتحدثون باسم الإسلام, وأخلينا الساحة لهم لكي يستحوذوا علي فكر البسطاء ويشوهوا بذلك في عقيدتهم كيفما شائوا. نعم, هجرنا المساجد وأخلينا المنابر وتركنا الساحة لهم لكي يفسدوا فيها دون رقيب الي ان اصبحنا نحن المسلمين مثل الغرباء في بيت الله, نذهب لأداة الصلوات علي استحياء كالضيوف في بيوتنا.
وايام كنت احذر من ذلك علناً وبوضوح وبصوت عالي (كعادتي), من قبل اندلاع الثورة وفرض هؤلاء انفسهم علينا في حياتنا وفي ديارنا بكثير, كان يسكتني الكثيرون ويقولوا لي "عيب دول برضه علماء دين". بل وكان يزجرني وينهرني البعض بقوة, لاني كنت احذر منهم صراحةً واجهر اني لا اعترف بالكثيرين منهم, مع اني مسلم مؤمن بعمق, بل ومتعصب لنصرة ديني الحقيقي, مؤدي لعباداته وان سهوت, متمسكاً بتعاليمه ولو اخطأت. كنت ابرر ذلك باننا لو سكتنا سوف نندم كثيراً علي حياتنا وحرياتنا, وان رضينا سوف نرضي الي الأبد بضياع ديننا العظيم. كان اصدقائي يقولوا لي "خلي بالك من اللي انت بتقوله كدا غلط" لأني كنت اقول واصرخ واردد ان ما يقوله هؤلاء من اراء وتفسيرات ليس منزل, وواجب علينا التفكير فيه والتناقش فيه وعدم التسليم به, حتي لو اسكتونا بذريعة اجماع العلماء, لأن ربنا اهدانا عقل نفكر به, وطالما اجتهادنا صادق وليس مغرض ولا من اجل تضليل الغير فهو مطلوب بل وواجب.
لذلك, وقبل ان نسيء فهم اهمية اللحظة التي نعيشها اليوم, ونعتقد انها خلاف سياسي, ادعوكم جميعاً من قلبي: يا أهل الاسلام - يا أهل محمد - دافعوا عن دينكم قبل ان تدافعوا عن وطنكم. دافعوا عن سيرة نبينا عليه الصلاة والسلام, قبل ان تدافعوا عن قياداتكم السياسية. دافعوا عن كتابنا الكريم, قبل ان تدافعوا عن كتب حقوق الانسان. لماذا اقول هذا؟ لاني اعلم علم اليقين, وأؤمن ايمان دافيء مطمئن قوي عميق, ان الله حق, وان دينه هو الحق, وان رسوله علي حق, وان كل ما هو ضد الرحمة والتسامح والآدمية فهو ضد الدين الذي تربيت عليه وتشبعت بعظمته, و الذي لن يكفرني به مغرض, ولن يخرجني انسان عنه ابداً او يشوهه في قلبي احداً. وكل ما هو مع الحرية والكرامة والعدالة, فهو من صلب دين الله الحنيف, ويتماشي مع تعاليم خاتم المرسلين سيدنا ونبينا محمد الصادق الأمين صلي الله عليه وسلم.
وفي النهاية وبعد ما سمعناه ورأيناه مؤخراً علي ألسنة من يتمحكون في دين الله الحنيف, اذكركم بالحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه : "آية المنافق ثلاث ، إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان"، وعن عبد الله بن عمرو في الصحيحين فيه زيادة : "وإذا خاصم فجر ، وإذا عاهد غدر".
وهذا معناه اننا واحنا نازلين النهاردة وكل يوم بعد النهاردة ندافع عن حريتنا وكرامتنا, لازم نبقي عارفين اننا ما بنحاربش اسلاميين ولا بنناضل ضد اهل الدين, بل بالعكس تماماً, لازم نفهم اننا بندافع عن ديننا وعقيدتنا. وعلشان كدة لازم نبطل نغلط ونقول مدنيين ضد اسلاميين - اسمها وطنيين ضد طائفيين. هما مش اسلاميين, هما طائفيين. بطلوا تدوهم شرعية مش بتاعتهم. اسمهم طائفيين. واحنا مافيش حاجة اسمها مدنيين. احنا كلنا متدينين وبعمق وبشدة, موحدين بالله مؤمنين برسوله نصلي نصوم نزكي نحج بيت الله الحرام, وماحدش يقدر يحطنا في خانة الكفر ولا الالحاد عن طريق التلاعب المغرض بالالفاظ.
هما مش اسلاميين هما طائفيين - واحنا مش مدنيين احنا مصريين وطنيين
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment