Tuesday, December 18, 2012

افتي وكفر واهتف - هو ده بجد تمامك

هو إيه كم الإنفصام اللي مجتمعنا بيعاني منه ده؟
 


هاريين نفسنا حوارات وصراعات مع ناس متخلفين اصلاً عن ضرورة التشبث بالدين والقيم الاصيلة للشعب المصري, وبنصوت علي دستور فاشي بيسمح للدولة والمجتمع التدخل لحماية تلك القيم من ما قد يخدش حياء المصريين المؤمنين المؤدبين, ومستحملين بسلبيتنا الصارخة التعدي السافر علي طفولة بنات مصر اللي مايفهموش يعني ايه حضن وبوسة اصلاً بتحجيبهم قهراً علي اساس ان ده حماية لهم من الذئاب البشرية, وفي نفس الوقت, كل الفضائيات بما فيهم (وبالذات) محطات الطائفيين, طول اليوم مشغلة اعلانات منشطات جنسية, بطريقة مبتذلة واسفافية حقيرة, تروج لفكرة ان الرجولة الحقيقية في الاداء الجنسي الوحشي, وتجعل من هذا مادة للسخرية والضحك والقلش والمسخ.
اولاً: الضعف الجنسي مرض خطير وله مسبباته الجسدية والنفسية والمجتمعية التي يستطيع الطب بافرعه التعامل معها علي اساس علمي ومنهجي, وليس اهتزاز في الشخصية او "مياعة" علينا التعامل معها بهذا الاسلوب الشعبوي الهزلي الجاهل.
ثانياً: انه من قمة الاعتداء علي قيمنا المجتمعية المتدينة المحافظة الحقيقية (ايوة انا ليبرالي - بس انا ليبرالي مصري مش هولندي) ان تطل علينا هذه الاعلانات طوال اليوم كأن هذه المنشطات شيبسي او جبنة بيضة, متجاهلين بذلك ان ذلك يمثل خدش صريح وسافر لحياء القطاع الاعظم من شعب مصر, بما فيهم شيوخنا وسيداتنا الذين تربوا علي ان مثل تلك الامور لا نتحدث عنهم علناً, وان ذلك يمثل ايضاً تعدي سافر علي طفولة ابنائنا وبناتنا بمواجهتهم بمثل تلك الاعلانات, ونفرض عليهم بذلك الخوض في مثل هذه الامور والسؤال عنها, بل ونجعلهم يرددوا عبارات اعلاناتها ظناً منهم ان في ذلك خفة دم او قلشة صايعة, مغتصبين بذلك فعلياً طهارة طفولتهم عن طريق تعريضهم لما هم غير مؤهلين لتفهمه او التعامل معه بعد.
ثالثاً: ما هي الجهات الرقابية التابعة لقطاعات الصحة الرسمية التي قامت باختباراتها علي تلك العقاقير حتي نضمن سلامة من يستهلكها قبل تداولها والاعلان عنها؟ واذا كان تم الترخيص لها, فهل تم اختبارها بالشكل الكافي فعلاً؟ خصوصاً ان هذه المنتجات يتم استهلاكها بشكل مفزع وبدون رقيب او حسيب. يعني اكننا بنبيع شوكولاتة او شامبو بالتفاح, وده مع العلم انه من المعروف ان الفياجرا, التي هي انقي واجود تلك المنشطات علمياً, يحكم استهلاكها دولياً عن طريق حظر بيعها بالصيدليات الا بروشتة طبيب, لان اعراضها الجانبية قد تصل الي نوبات قلبية او جلطات, نتيجة للتنشيط الغير طبيعي للدورة الدموية.
رابعاً: هل تعلموا ان هؤلاء الطائفيين بتوع تطبيق شرع الله هم القطاع المستهلك الاكبر لتلك العقاقير, حيث انهم يجدوا في ذلك اولاً التعويض الوحيد عن افتقارهم لابسط اعراض الرجولة الفعلية لانهم لا يملكوا اراء او مواقف خاصة بهم بل عليهم اتباع وطاعة من يقودوا قطيعهم, وثانياً وهو الاهم انهم يجدوا في هذه القدرة الجنسية المكتسبة الصناعية تبرير علمي فقهي ديني علي "المقدرة" علي تعدد الزوجات والتغيير فيهم بنفس معدل تغيير المصريين الطبيعيين للفنجان اللي بيشربوا فيه النسكافيه الصبح.
ارجو عدم الاستخفاف بهذا الكلام والتفكير فيه جدياً, بل والتفكير في ما هو اهم بكثير من اولاً وثانياً وثالثاً ورابعاً, وهو اننا للأسف الشديد, كلما تقربنا كمجتمع من عقيدتنا وتعاليمنا الدينية وقيمنا المحافظة شكلاً, كلما ابتعدنا عنها جميعاً, وعن ما هو اهم منها كلها, وهو "آدميتنا", فعلياً ومضموناً...

No comments:

Post a Comment