Monday, January 28, 2013

خدعة الوسطية وفخ الحياد

عندما سمعت عن الدعوة للحوار الوطني ووصلني خبر من قبلوها وقرأت التطبيل لمن يشارك بها, تذكرت مشكلتي في حكاية الوسطية والحياد دي

وهي ان كل مابتدي اقتنع بيها، يفاجئني من يدعون اليها سياسياً بوصولية وانتهازية تفوق في قذارتها اي استقطاب, وهذا بدوره ما يؤكد لي وجهة نظري ورؤيتي لخطورة من يتحركون في هذا المحيط السياسي الغامض, ومن يتزينون بهذا اللفظ المطاطي

الكلام ده اتضح من اول بيان اصدره حزب العدل من سنة ونص وطلع يقراه شخص يدعي النجار علي انه الطريق الوحيد للخلاص من الاستقطاب بين "الاخوان الطائفيين" اللي اتربي في وسطهم ووعدوه فعلياً بكرسيه في البرلمان مقابل شق صف الثوار, و"الليبراليين اللي طبيعتهم مش زي طبيعة معظم المصريين" واللي اندس في وسطهم من ايام حملة دعم البرادعي اللي كل الثوار اللي فيها بيكرهوه علشان فهموه

مروراً باول مؤتمر حضرته لحزب الوسط لما طلع ابو العلا ماضي الاخواني الاصيل ومن بعده مندوب امن الدولة السابق عصام سلطان يشتموا هما الاتنين في ما سموه بالعلمانية المتطرفة ووصفوها بالخطر الاكبر علي مصر

وصولاً الي ما رأيته الي الآن من حزب مصر القوية وخصوصاً محاولات عبد المنعم ابو الفتوح المستديمة لتوسيع الفجوة بين التيار الطائفي (وهو جزء اصيل منه) وبين التيار الوطني, حتي يأخذ هو موقعه في الوسط بينهما في حين انه يمثل اسوأ ما في كليهما من طائفية وتشدد وبراجماتية ووصولية

الاعتدال في المواقف شيء حميد وجميل داخل اي تيار فكري او سياسي, ولكن لا يوجد توجه سياسي يمكن تسميته بالتيار الوسطي. هذا عبث لا وجود له في كتب العلوم السياسية, ويمثل فخ الهدف منه خلق واجهات مقنعة متعددة لتيار واحد, تأخد اماكنها في الساحة السياسية, الي ان يحتل فعلياً هذا التيار الخريطة الحزبية باكملها

وهذا هو ما حدث بالظبط في ايران, حيث تتصارع احزاب علي مقاعد البرلمان, وتتصارع الشخصيات علي كرسي الرئاسة, في حين ان الجميع يدينوا بالولاء ويخضعوا كامل الخضوع للإمام الاكبر للبلاد آية الله والحاكم بامر الله ومندوب الله في الارض, الذي لا يعلو عليه احد ولا يجرؤ علي معارضته بشر

1 comment:

  1. مقال موجز لكنه وافى الشرح ويلمس عين الحقيقة

    ReplyDelete