لما نكون كلنا شفنا بعنينا وشوش اعضاء ميليشيات الاخوان وهما بيضربوا المتظاهرين عند الاتحادية, وبيقبضوا عليهم بدون اي سند قانوني, وبيسحلوهم وبيعذبوهم وبيستجوبوهم بوحشية قدام اعين الكاميرات, ولما يتسببوا بهجومهم الغير مبرر علي اعتصام سلمي تماماً في مقتل 11 مواطن مصري, ومافيش واحد فيهم يتقدم للتحقيق من قبل النائب العام, اليس هذا تكريس لمنطق ان العنف مشروع بل والقتل ليس مشكلة, طالما من قاموا به او تسببوا فيه من انصار الحاكم؟
ولما تقوم جماعات جهادية مسلحة باسلحة ثقيلة, لا تخفي تسلحها ولا تخفي عزمها علي استخدام العنف, بل وتورطت بوضوح في مقتل جنودنا في سينا ولم تنكره, ويتم التعامل معها سياسياً عن طريق ارسال وفد حزبي للتشاور معهم في طلباتهم وفيما يؤرقهم, هو ده مش معناه ان الدولة اصبحت تعتبر العنف والقتل وسيلة مشروعة للتعبير ولاقتناص حق التفاوض مع الحكومة, طالما من يقتل هو حليف سياسي للحاكم؟
ولما تامر امين يومياً يستضيف واحد مجرم قاتل, اغتال رئيس جمهورية مصر العربية, خطط ونفذ واعترف بالتنفيذ والتخطيط ولم ينكر, واخد حكم قضائي ونفذه, بغض النظر عن كونه دفع تمن جريمته وادي فترة عقوبته, هو ده مش قمة الترويج له اعلامياً, ومن ثم لفكرة ان القتل ليس بالضرورة شيء سيء, بل وقد يكون الطريق للشهرة والمكانة المجتمعية المرموقة, وان علي الاعلاميين "تلميعهم", طالما هم من غير المعارضين للحاكم؟
ولما واحد هربان من حبسه عن طريق اقتحام مسلح دموي للسجن علي يد ميليشيات جماعته, بغض النظر عن الشرعية الثورية لاننا فعلياً لا نعلم الي الآن ماذا كان سبب حبسه او اعتقاله او اذا كان مظلوم او بريء, يتقدم المشهد السياسي كرئيس لحزب ثم يتم ترشيحه بل وانتخابه كرئيس للدولة, اليس هذا ترسيخ لمبدأ ان العنف اسلوب مقبول لتحقيق الاهداف, بل ويصبح شرعي عندما تصل الي الحكم؟
كل ده معناه ان لما النائب العام يطلب بظبط واحضار كل المنتمين لما سماه بمنظمة البلاك بلوك, وهو بالنسخة ماكان يفعله نائب عام مبارك باعضاء المحظورة, ده "نظرياً" ووفقاً لمنطق الاخوان ان "الحرب خدعة" وان "كل شيء مشروع طالما من اجل الهدف الاكبر" وبما اننا تيقننا من ظلم واستبداد النظام الحاكم, مفروض يدفعنا اننا نتضامن مع اي واحد يحارب هذا النظام, واي واحد لابس قناع, واي واحد بيرمي طوب ونار علي اي حاجة, واي واحد بيقتل ويروع حتي, ونتخلي جميعاً عن سلميتنا ونبطل نقول ان العنف غلط. كما ان المنطق بيقول ان كونهم مسلحين فده يؤهلهم لشرف التفاوض معهم اسوةً بالجهاديين بتوع سينا وليس ملاحقتهم قانونياً, واننا لازم نلحق نتصاحب عليهم لانهم لو نجحوا في قتل مرسي يبقي حيبقوا مشهورين وحيطلعوا برضه مع تامر امين قريب, وماننساش نشيل كل مجرم هربان من سجن نقابله علي دماغنا, لان غالباً واحد منهم حيكون الرئيس القادم.
مصيبة الاخوان انهم قرأوا ودرسوا كتاب الامير اللي كتبه ماكيافيللي في ايطاليا اللي عمرهم ما راحوها عن فنون الانتهازية السياسية, بس نسيوا يقروا كتب تاريخ مصر اللي هما بيدعوا انهم جزء منها عن انسانية وبسالة وشرف وطهارة وعظمة هذا الشعب. ثورتنا ستظل هي الدرس الذي لم ولن يتعلمه الاخوان ابداً, وهو اننا لن نكون ابداً يوماً مثلهم, لاننا مصريين. والمصري انسان قبل ما يكون مسلم او مسيحي. وكون ان مع كل تصعيد للعنف حيزداد اصرارنا علي الصمود, وكون ان بيننا من لا يخافوا الموت من اجل الله والوطن, ومع ان من بيننا متهورون ومندفعون ومن هم علي استعداد اعلي للعنف من غيرهم, ففي النهاية لن نصل ابداً للتدني الذي يسمح لنا بتبرير العنف الجسدي او التعذيب او القتل.
مصر باقية وشعب مصر باقي, اما الانظمة فهي زائلة
واي مستبد او ظالم لن ينوبه ابداً اكثر من صفحة هزلية في كتب تاريخ هذا الوطن العظي
فاهم يا معالي النائب العام؟ سامع يا سيادة الرئيس؟
No comments:
Post a Comment